الوئام- خاص
لا تزال تداعيات الحادث الإرهابي الذي تعرَّضت له روسيا ونال من روّاد قاعة للحفلات الموسيقية بضواحي العاصمة الروسية، الأيام الماضية، تُلقي بظلالها، مخلّفا عشرات القتلى والجرحى، حيث تدور اتهامات في العديد من الاتجاهات حول المتورّطين في الحادث، بينما تخوض روسيا حربا ضد أوكرانيا للعام الثالث على التوالي.
يقول الدكتور آصف ملحم، مدير مركز “جي إس إم” للأبحاث والدراسات ومقرّه موسكو، إن “الهجوم الإرهابي في روسيا يشكّل رسالة سياسية دموية في منتهى الخطورة على روسيا، ولا يمكن بأي شكل من الأشكال اعتبارها مجرد عملية انتقامية قامت بها قوة أوكرانية ضد روسيا، فهي تدبير غربي ورسالة محددة إلى روسيا والصين، باعتبارهما الساعيتين إلى إعادة هيكلة العالم وترتيب البيت العالمي من جديد وتنحية الهيمنة الأمريكية”.
ويضيف آصف ملحم، في حديث خاص لـ”الوئام”، أن “مَن قام بالعملية الإرهابية يعلم مدى صداها وتأثيرها، وكونها تأتي في توقيت مهم للغاية عقب انتهاء الانتخابات الرئاسية الروسية، وفوز فلاديمير بوتين بها بأغلبية كبيرة، وبالتالي التفجير ليس عملية انتقامية أو مجرد عملية إرهابية عادية وعابرة”.
ويوضّح الأكاديمي الروسي أن “أوكرانيا غير ضالعة بتنفيذ هذا الهجوم أو تغذيته والوقوف وراءه، خاصة أن كييف تحاول بكل السبل لمّ الشمل العالمي إعلاميا لدعمها ضد روسيا، فضلا عن أن أوكرانيا لن تجلب مزيدا من الغضب الروسي عليها في توقيت كفة روسيا الأرجح في الحرب، وهناك إشكاليات كبيرة متعلقة بالسلاح الغربي المنتظر، فضلا عن أن أوكرانيا تعلم أن المفاوضات ستكون طريقا قريبا لإنهاء الحرب بينها وبين روسيا، ولن تسد الطريق في طريق سلام محتمل بتدبير عمل إرهابي واسع في الأراضي الروسية”.