الدكتور محمد عبدالله – أخصائي التربية السلوكية والنفسية وثقافة الأطفال
تكثُر مشاغل الحياة وضغوط العمل على الأب والأم؛ سواء خارج المنزل أو داخله، وقد يتوفّر القليل من الوقت لملاطفة الأطفال والاستماع إلى حديثهم وشكواهم، وإلقاء القصص والحكايات الخفيفة الشيقة التي تجذب انتباه الطفل وتحرِّك خياله.
تعدّ القصص الهادفة والحكايات الشيقة، التي تحتوي على معلومات وقيم مفيدة للطفل في سن صغيرة ومرحلة تشكيل الوعي، من الأمور المساعدة على ارتباط الطفل بكيانه الأسري، كما تحظى بقيمة تربوية عالية، باعتبارها واحدة من أقوى وسائل التربية.
وكلما كانت القصص والحكايات في مستوى عقل الطفل، وبلغة سهلة يستطيع فهمها وتذوّقها، كان وقعها أكبر.
تذكَّر دائما وأنت تحكي قصة لطفلك، فأنت لا تقرأ مقالا بجريدة، بل تخاطب عقله وخياله وأيضا عاطفته، وبالتالي عليك أن تتقمّص دور القاص، وتتخيل كما لو كنت فعلا داخل هذه الأحداث التي تنقلها لطفلك وتداعب بها خياله.
عندها تأكَّد أن الحكاية ستكون بالتأكيد مَدرسة لأولادك، يتعلمون من خلالها القيم والمبادئ والأخلاق، فضلا عن تعديل السلوكيات غير المرغوبة، ولن يشعروا أبدا بالملل وأنت تقرأها على مسامعهم.
ليس مستغربا أن كل الأديان والمجتمعات المهتمّة بتربية الطفل تولي اهتماما كبيرا بالقصة والحكاية التي تحمل قيمة تربوية، وما أحوجنا أن نغرس في أطفالنا منذ نعومة أظافرهم حُب الخير والعمل والتضحية لأجل بلادنا ونعمل على تقدّمها.
وعلى الآباء والأمهات توخِّي الحذر مِن حشو عقول وأدمغة أطفالهم بالقصص الأجنبية التي تتعارَض كليا وجزئيا مع ثقافتنا وعاداتنا وتقاليدنا الشرقية، وما أكثر القصص والحكايات المفيدة التي يزخر بها تاريخنا الماضي والمعاصر.