كشفت دراسة حديثة نشرت في مجلة نيتشر إيكولوجي آند إيفليوشن عن مفاجأة علمية مدوية، حيث أثبتت أن البشر ينقلون الفيروسات للحيوانات أكثر مما تنقلها الحيوانات لهم.
وتوصلت الدراسة، التي أجراها باحثون من جامعة كوليدج لندن، إلى أن 64% من حالات انتقال الفيروسات بين الأنواع هي من الإنسان إلى الحيوان، بينما تشكل حالات انتقال الفيروسات من الحيوان إلى الإنسان 36% فقط.
وشملت الحيوانات المتضررة من انتقال الفيروسات من الإنسان حيوانات أليفة مثل القطط والكلاب، وحيوانات مستأنسة مثل الخنازير والخيول والماشية، وطيور مثل الدجاج والبط، ورئيسيات مثل الشمبانزي والغوريلا وأنواع من القردة، وحيوانات برية أخرى مثل الراكون، وحيوان مارموسيت أسود الشعر والفأر الأفريقي ذو الفراء الناعم.
وأشارت الدراسة إلى أن الحيوانات البرية على وجه الخصوص أكثر عرضة لانتقال العدوى من الإنسان إلى الحيوان مقارنة بالعكس.
وقال سيدريك تان، طالب الدكتوراه في علم الأحياء المحوسب في معهد علم الوراثة بجامعة كوليدج لندن، والمؤلف الرئيسي للدراسة، “هذا يسلط الضوء حقا على تأثيرنا الهائل على البيئة والحيوانات من حولنا”.
وأوضحت الدراسة أن عمليات انتقال الفيروسات بين الأنواع تحدث عن طريق المخالطة عن قرب، سواء كانت مباشرة أو غير مباشرة.
وأضاف تان “يمكن أن تنتقل الفيروسات من خلال الاتصال المباشر، مثل لمس الحيوانات أو إفرازاتها، أو من خلال الاتصال غير المباشر، مثل تلوث الهواء أو الماء أو الطعام”.
وحذرت الدراسة من أن انتقال الفيروسات من الإنسان إلى الحيوان يمكن أن يكون له عواقب وخيمة على صحة الحيوانات والنظام البيئي ككل.
وأشارت إلى أن بعض الفيروسات التي ينقلها الإنسان يمكن أن تكون قاتلة للحيوانات، بينما يمكن أن تؤدي إلى أمراض مزمنة أو إعاقة.
وتُعد هذه الدراسة بمثابة جرس إنذار للإنسانية، حيث تُظهر أن تأثيرنا على البيئة والحيوانات من حولنا يتجاوز مجرد التسبب في تغير المناخ وفقدان التنوع البيولوجي.