يحمل “يوم مبادرة السعودية الخضراء” لعام 2024 مفهومًا أوسع للتوعية بمدى التقدم المحرز في المملكة على صعيد العمل البيئي والمحافظة عليها وإعادة تأهيلها، وتشجيعًا للمواطنين والمقيمين على المساهمة في بناء مستقبل أكثر استدامة للجميع.
توحيد جهود الاستدامة
تحت شعار “لحاضرنا ومستقبلهم، نمضي لغدٍ أكثر استدامة”، جاءت هذه المناسبة لتجديد إطلاق مبادرة السعودية الخضراء من قبل الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، في 27 مارس 2021 بهدف توحيد وتكثيف جهود الاستدامة في جميع أنحاء المملكة، لتكون جزءًا من مستهدفات رؤية المملكة 2030.
تهدف مبادرة السعودية الخضراء إلى المساهمة في مواجهة تغير المناخ وتعزيز الابتكار في مجال الاستدامة وحماية البيئات الطبيعية الغنية في المملكة، بهدف تحسين جودة الحياة للأجيال القادمة.
قرار مجلس الوزراء بتحديد يوم 27 مارس من كل عام ليكون “يوم مبادرة السعودية الخضراء” يأتي لتأكيد أهمية رفع الوعي بالتأثير الإيجابي للجهود البيئية في المملكة وتعزيز جهود المجتمع والمؤسسات نحو تحقيق الاستدامة البيئية.
80 مبادرة في المملكة
هذا اليوم، يُسلّط الضوء على تأثير أكثر من 80 مبادرة تُنفذها جهات من القطاعين العام والخاص تحت مظلة المبادرة بقيمة استثمارات تزيد عن 705 مليارات ريال في الاقتصاد الأخضر.
تلك المبادرات نجحت في تسريع وتيرة التحول الأخضر وتحسين جودة الحياة بالتوازي مع توفير فرص اقتصادية جديدة، فضلاً عن مساندتها لاستعادة البيئات الطبيعية وحماية التنوع البيولوجي وسبل العيش، عبر الحد من العواصف الغبارية والرملية وزيادة معدلات هطول الأمطار، لتدعم بالتالي جهود مكافحة التصحر وزحف الرمال.
أهداف وإنجازات
منذ بداية مبادرة السعودية الخضراء، تزداد بوتيرة متسارعة الجهود المبذولة لتحقيق أهدافها، وأبرزها خفض انبعاثات الكربون بمقدار 278 مليون طن سنوياً بحلول عام 2030، إذ تم ربط مشاريع طاقة متجددة بسعة 2.8 جيجاوات بشبكة الكهرباء الوطنية، ما يكفي لتوفير الطاقة الكهربائية لأكثر من 520 ألف منزل.
بالإضافة إلى ذلك، هناك عدد من مشاريع الطاقة المتجددة التي تم إنشاؤها بسعة 8.4 جيجاوات، ومشاريع بسعة 3.3 جيجاوات في مراحل مختلفة من التطوير، وهذه المشاريع ستساهم في توليد طاقة كهربائية تكفي لتلبية احتياجات 2 مليون منزل، هذه الزيادة في السعة الإجمالية تبرز التقدم المستمر الذي تحققه المملكة في تسريع مسار التحول في قطاع الطاقة وتوليد 50% من الكهرباء من مصادر متجددة بحلول عام 2030.
أما الهدف الثاني للمبادرة، فيتمثل في زراعة 10 مليارات شجرة خلال العقود القادمة، حيث تمت زراعة أكثر من 49 مليون شجرة واستصلاح 94 ألف هكتار من الأراضي المتدهورة، مما يُعادل مساحة تفوق 146 ألف ملعب كرة قدم.
أما هدف المبادرة الثالث هو حماية 30% من إجمالي مساحة المناطق البرية والبحرية في المملكة بحلول عام 2030، وقد وصلت نسبة المناطق البرية المحمية إلى 18.1% ونسبة المناطق البحرية المحمية إلى 6.49% من إجمالي مساحة المملكة.
تمت إعادة توطين أكثر من 1.660 حيواناً مهدداً بالانقراض مثل المها العربي، وغزال الرمل، والوعل، في المحميات الطبيعية بالمملكة.
في عام 2023، شهدت السعودية ولادة سبعة صغار من النمر العربي في إطار برنامج إكثار وحماية الأنواع المهددة بالانقراض في محافظة الطائف، هذا البرنامج الناجح نجح في زيادة أعداد النمر العربي الخاضعة للحماية إلى الضعف تقريباً منذ بدء تنفيذه.