الرياض 
37°C
تمكن علماء في دراسة أمريكية جديدة من عكس بعض علامات الشيخوخة المناعية في الفئران باستخدام علاج مناعي جديد قد يكون في المستقبل قابلًا للاستخدام على البشر.
وفقًا للدراسة، تبدأ جميع خلايا الدم، بما في ذلك الخلايا المناعية وخلايا الدم الحمراء التي تحمل الأكسجين في جميع أنحاء الجسم، الحياة كخلايا جذعية مكونة للدم (HSC) في الدم ونخاع العظام، وهي الأنسجة الإسفنجية الموجودة داخل عظام معينة.
تنقسم HSCs إلى فئتين رئيسيتين: تلك التي من المقرر أن تصبح ما يسمى بالخلايا النخاعية وتلك التي ستتطور إلى خلايا لمفاوية.
تشمل الخلايا النخاعية خلايا الدم الحمراء والخلايا المناعية التي تنتمي إلى خط الدفاع الأول التفاعلي على نطاق واسع ضد مسببات الأمراض، بما في ذلك الخلايا التي تسمى الخلايا البلعمية الكبيرة التي تسبب الالتهاب. وتشمل الخلايا اللمفاوية الخلايا التي تطور ذاكرة الجراثيم، مثل الخلايا التائية والبائية.
مع تقدمنا في العمر، يزداد عدد الخلايا الجذعية اللمفاوية التي من المقرر أن تصبح خلايا نخاعية تدريجيا ويفوق عددها في النهاية عدد الخلايا الجذعية اللمفاوية. هذا يعني أننا لا نستطيع الاستجابة للعدوى أيضا عندما نكون أكبر سنا كما هو الحال عندما نكون صغارا، ومن المرجح أن نعاني من التهاب مزمن ناتج عن زيادة مستويات الخلايا النخاعية التي تسبب الالتهاب.
في الدراسة الجديدة، التي نشرت يوم الأربعاء (27 مارس) في مجلة Nature، طور العلماء علاجا قائما على الأجسام المضادة يستهدف بشكل انتقائي ويدمر HSCs النخاعي، وبالتالي استعادة توازن نوعي الخلايا وجعل الدم أكثر “شبابا”.
تلتصق الأجسام المضادة بالخلايا المستهدفة وتضع علامة عليها ليتم تدميرها بواسطة الجهاز المناعي.
حقن المؤلفون العلاج في الفئران التي تتراوح أعمارها بين 18 و24 شهرا، أو ما يعادل تقريبا ما بين 56 و69 عاما كإنسان. ثم استخراج HSCs من الفئران بعد العلاج وتحليلها ، وكشفوا أن القوارض لديها نسبة أقل من HSCs النخاعي من الفئران غير المعالجة من نفس العمر. واستمر هذا التأثير لمدة شهرين.
بالمقارنة مع الفئران غير المعالجة، أنتجت الفئران المعالجة أيضا المزيد من الخلايا التائية الساذجة والخلايا البائية الناضجة. ويمكن أن تستمر هذه الخلايا في تكوين خلايا الذاكرة، والتي تشارك مباشرة في الهجوم المناعي. وفي حالة الخلايا البائية، يمكنها تكوين خلايا بلازمية منتجة للأجسام المضادة.
“لم نشهد فقط تحولا نحو الخلايا المشاركة في المناعة التكيفية ، ولكننا لاحظنا أيضا انخفاضا في مستويات البروتينات الالتهابية في المعالجة”، قال الدكتور جيسون روس، مؤلف الدراسة الرئيسي وباحث ما بعد الدكتوراه في جامعة ستانفورد، في بيان.
وعلى وجه التحديد، رأى الباحثون أن مستويات بروتين واحد للالتهابات انخفضت في الفئران المعالجة. ويتكون هذا البروتين المسمى IL-1beta بشكل أساسي من الخلايا النخاعية.
وبعد ثمانية أسابيع من العلاج، طعم الباحثون الفئران ضد فيروس لم يتعرضوا له من قبل. كان لدى الفئران التي تلقت العلاج المناعي استجابات مناعية أكثر ملاءمة للتطعيم من الفئران غير المعالجة، مما أدى إلى إنتاج المزيد من الخلايا التائية ضد الجرثومة.
وقال روس: “نعتقد أن هذه الدراسة تمثل الخطوات الأولى في تطبيق هذه الاستراتيجية على البشر”. ومع ذلك، حذر خبراء آخرون من القفز إلى الاستنتاجات.
وعلى الرغم من أن هذه الدراسة تُعتبر دليلًا “مهمًا” على المفهوم، إلا أنه من الصعب حاليًا تحديد أهمية النتائج بشكل دقيق، كما أوضح الدكتور يانكو زوجيتش، أستاذ علم المناعة في جامعة أريزونا.
العلاج المذكور يعتمد على استهداف وتدمير الخلايا الجذعية المناعية في الدم ونخاع العظام، مما يؤدي إلى استعادة توازن نوعي الخلايا في الجسم وجعله أكثر “شبابًا”.
وأظهرت النتائج الأولية انخفاضًا في مستويات الخلايا النخاعية الناتجة عن العلاج، وزيادة في الخلايا التائية والبائية التي تلعب دورًا هامًا في التحصين ضد الأمراض.
وبالإضافة إلى ذلك، أظهرت الفحوصات اللاحقة للفئران المعالجة استجابات مناعية أكثر ملاءمة للتطعيم مقارنة بالفئران غير المعالجة، مما يشير إلى فعالية العلاج في تحسين نظام المناعة.
وعلى الرغم من أن هذه الدراسة تعتبر خطوة هامة نحو تطبيق هذه الاستراتيجية على البشر، إلا أنه يجب على الباحثين إجراء المزيد من الأبحاث لتحديد الآثار الجانبية المحتملة على المدى الطويل للعلاج، بالإضافة إلى فهم مدى تأثيره على الأعضاء الحيوية الأخرى كالغدة الصعترية.
