عبر الكاتب والباحث في التاريخ بندر بن عبدالرحمن بن معمر عن عميق حزنه لفقدان الشيخ الدكتور عمر بن حسن بن عثمان فلات، واصفاً إياه بالمعلم والأستاذ الذي طالما توق للعودة إلى المسجد النبوي لاستئناف دروسه الرمضانية، مستذكرًا سيرته العطرة ومسيرته العلمية الراسخة التي تمتد لأكثر من أربعة عقود، منذ لقائه به في كاليفورنيا إلى أن أصبح من تلاميذه النجباء.
يقول بندر بن عبدالرحمن بن معمر، عبر سلسة تغريدات نشرها على حسابه في منصة “إكس”: “إن الشيخ فلاته كان علمًا بارزًا في الحديث ومن كبار مشايخ السند والرواية في المدينة النبوية، وقد أسس لمرحلة مهمة في تاريخ التعليم بالمملكة العربية السعودية، حيث كان رائدًا في هذا المجال باعتباره أول من نال درجة الماجستير من جامعة الملك عبدالعزيز.”
ويضيف الكاتب والباحث في التاريخ: “تميز الشيخ فلاته بتفانيه في التعليم والتحصيل العلمي، مركزًا على الحديث وعلومه، ولم تقتصر إسهاماته على النطاق المحلي فحسب، بل امتدت لتشمل تأسيس المعاهد والمدارس والمشاريع الخيرية التي خدمت المسلمين في شتى أنحاء العالم. كما عُرف بمواقفه الواضحة والحكيمة في مواجهة التطرف، مقدمًا نموذجًا معتدلًا يعكس جوهر الإسلام السمح.”
ويشير بندر بن معمر إلى أن “الشيخ فلاته كان له دورٌ محوري في تطوير التعليم العالي، حيث ساهم في تأسيس كلية التربية، بالتعاون مع العميد المؤسس الدكتور محمد إسماعيل ظافر، ومن ثم تطويرها إلى ما أصبح اليوم جامعة طيبة، الصرح العلمي الكبير في المدينة المنورة”.
ويتابع الكاتب والباحث بندر بن معمر: “من بين أعماله العلمية التي تُعد مرجعًا لطلاب العلم، كتاب “تحقيق جامع التحصيل” و “معلمو المسجد النبوي الشريف”، وهي مؤلفات تحمل في طياتها إرثًا علميًا غنيًا، وتجاوزت مساهماته الفكرية حدود المحاضرات ودروس المسجد إلى المشاركة الفاعلة في المؤتمرات والبرامج الإعلامية، فضلًا عن عضويته في عدد من المؤسسات الخيرية والاجتماعية”.
وكانت مناقشته للرسالة تظاهرة علمية رعاها وزير المعارف والرئيس الأعلى للجامعة الشيخ حسن بن عبدالله آل الشيخ وحضرها جمع من العلماء والوزراء والمسؤولين، وألقى فيها كل من الوزير الشيخ حسن وعميد الكلية الدكتور عبدالوهاب أبو سليمان – غفر الله للجميع – كلمات ضافية نقلتها وسائل الإعلام،… pic.twitter.com/Ydt9NkbQDy
— بندر بن عبدالرحمن بن معمر (@BBinmoammar) March 27, 2024
واختتم بن معمر بالقول: “كان الشيخ فلاته شخصية تجمع بين العلم والعمل، وقد انعكس ذلك في محاضراته ودروسه، وفي كرمه وتواضعه مع طلابه ومحبيه، وسعيه الدائم لما فيه خير الإنسانية.”
وفقدت الأمة الإسلامية أحد علمائها البارزين، الشيخ الدكتور عمر بن حسن بن عثمان فلاته، الذي انتقل إلى رحمة الله تعالى فجر يوم الجمعة، 12 رمضان 1445هـ الموافق 22 مارس 2024م، عن عمر ناهز الثمانين عاماً، في مستشفى الملك فهد، حيث أُقيمت صلاة الجنازة عليه في المسجد النبوي بإمامة الشيخ عبدالمحسن القاسم، ودُفن في مقبرة البقيع.