لا تزال التهديدات الإسرائيلية تطال لبنان، حيث استهدفت ضربات إسرائيلية مؤخّراً منطقة الهرمل شمال شرق لبنان، على بُعد نحو 130 كيلومتراً من الحدود مع إسرائيل.
فشل إسرائيل
يقول الدكتور محمد الرز، المحلل السياسي اللبناني، إنه “بعد الانتكاسات السياسية التي مُني بها الكيان الإسرائيلي على الصعيد العالمي وفي الأمم المتحدة، وبعد فشل جيش الاحتلال في تحقيق أي من أهداف حربه على غزة؛ سواء على صعيد تصفية ‘حماس’ أو تحرير الأسرى أو تهجير الفلسطينيين، وجد نتنياهو نفسه ومعه حكومته العنصرية أن استراتيجيته تنهار يوماً بعد يوم، وهو الذي مُني النفس بانتصارات سريعة واستثمار آبار الغاز في بحر غزة وتنصيب متعاونين معه على حكم القطاع”.
ويُضيف محمد الرز، في حديث خاص لـ”الوئام”، أنه “في ظل مصاعب تحول دون اجتياح رفح، سارع نتنياهو لتفريغ جعبته العدوانية ضد لبنان، فكان قصفه لعمق لبنان في مناطق البقاع الغربي وبعلبك واغتيال عناصر فرق الدفاع المدني والإسعاف في بلدة الهبارية، وأعلنت حكومته اعتبار العمق اللبناني ميدان عمليات عسكرية”.
ويتابع السياسي اللبناني: “نتنياهو بهذا الفكر العنصري، الذي يقود تصرّفاته العدوانية، يحاول أن يحرز في لبنان هدفاً عجز عن إحرازه في غزة، وكما أنه لم يستطِع إعادة مستوطني غلاف غزة إلى بيوتهم، فهو عاجز أيضاً عن إعادة مستوطني شمال فلسطين المحتلة إلى مساكنهم، وبلغ مجموع المهجّرين عنده أكثر من 200 ألف مستوطن”.
صِدق الخارجية السعودية
ويؤكّد الرز أنه “صحيح ما ذكره المسؤول الأمريكي في البيت الأبيض مِن أنّ الإدارة في واشنطن لم تعد تفهم تصرّفات نتنياهو، إذًا هو يلعب بالنار، ويغامر في أوهام التسلّط والسيطرة، وليس سهلاً أو عابراً ما نراه على الساحة الدولية من تبرؤ كثيرين ممّا يرتكبه نتنياهو حتى من اليهود أنفسهم، وصدقت الخارجية السعودية حين أكّدت أن سياسة نتنياهو تنسف عملية السلام ومفهومه، رداً على سطو الحكومة الإسرائيلية على أراضٍ فلسطينية شمال غرب الأردن”.