في قصة مثيرة تتصدر عناوين الأخبار، حُكم على “سام بانكمان فرايد” – المُلقب بـ”ملك العملات المشفرة” – بالسجن 25 عامًا بعد إدانته بتهمة سرقة مليارات الدولارات من عملاء بورصة “إف تي إكس” للعملات المشفرة التي أسسها.
نشأ بانكمان لعائلة أكاديمية مرموقة، ودرس في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا وتأثر بفلسفة “المنفعة” التي تُعظم الخير للجميع، وبدأ مسيرته المهنية في مجال التداول.
أسس شركة “ألاميدا” للاستثمار في العملات المشفرة، وحقق أرباحًا ضخمة ثم أسس بورصة “إف تي إكس” في هونغ كونغ، ووصلت قيمتها إلى 32 مليار دولار.
اكتسب شهرة واسعة ونفوذًا سياسيًا، وظهر مع مشاهير مثل جيزيل بوندشين وتوم برادي.
في نوفمبر 2022، نشرت تقارير عن مخالفات مالية في “إف تي إكس” وسحب المستثمرون أموالهم، وأعلنت الشركة إفلاسها.
اتُهم بانكمان باختلاس أموال العملاء، وغسل الأموال، والاحتيال عبر الإنترنت وحُكم عليه بالسجن 25 عامًا، ويواجه عقوبة إضافية تصل إلى 110 سنوات.
اتّسم بانكمان بذكاء استثنائي وقدرة عالية على تحمل المخاطر واعتمد على نظرية “المنفعة” لتبرير جمع ثروة ضخمة للتبرع بها لاحقًا.
جذبت شخصيته الجذابة ومظهره المتواضع العديد من المستثمرين والمؤيدين وساعدت علاقاته مع مشاهير وسياسيين في تعزيز سمعته.
كشفت المحاكمة عن فساد داخلي واختلاس أموال واسع النطاق واعتبره البعض “معجزة” وادي السيليكون، بينما اعتبره آخرون “ملك الاحتيال”.
هزّت القضية ثقة المستثمرين في عالم العملات المشفرة وسلطت الضوء على مخاطر التداول في هذه العملات وطرحت تساؤلات حول أخلاقيات وشفافية بعض الشركات الناشئة، وكذلك أعادت التأكيد على أهمية الرقابة والتنظيم في هذا المجال.
وتُعد قصة بانكمان فرايد قصة صعود وسقوط مثيرة، تُظهر كيف يمكن للذكاء والطموح أن يتحولان إلى جشع واحتيال. وتُسلط القضية الضوء على مخاطر عالم العملات المشفرة والحاجة إلى مزيد من الرقابة والتنظيم.