الدكتور تامر شوقي محمد – الاستشاري النفسي وأستاذ عِلم النفس بجامعة عين شمس
يعتقد الكثيرون بشكل خاطئ أن جاذبية الفرد، سواء أكان ذكراً أم أنثى، تعتمد على جَمال شكله، لكن تُشير الدراسات العلمية والخبرات العملية والواقعية إلى أن معيار جمال الشكل لا يكفي لتحقيق جاذبية الإنسان، وكم صادفنا من أشخاص، سواء أكانوا إناثاً أو ذكوراً، على قدر كبير من الجمال، إلا أنهم لا يحظون بأي قدر من الجاذبية، بل كانوا مصدراً لنفور الناس من حولهم.
هناك مصادر أخرى تشكّل محاور مهمّة للجاذبية بعيدةً عن جاذبية الشكل، تتمثَّل تلك المصادر في بشاشة الوجه، لا سيما أنّ الشخص صاحب الوجه البشوش، حتى لو كان لا يمتلك مقداراً كبيراً من الجمال الشكلي، يعدّ أكثر جاذبية من الشخص ذي الوجه العابس.
بالإضافة إلى المألوفية التي تجعل الشخص أكثر جاذبية للمحيطين به من الشّخص غير المألوف أو الغريب، والمصداقية، خاصة أنّ الصدق من العوامل المهمّة في جذب الآخرين للشخص وثقتهم فيه.
ثم يأتي التواضُع؛ فالتواضُع وعدم الكبر يجعلان الشّخص أكثر قرباً للآخرين، فضلاً عن تفاؤل الفرد وبثه الأمل في نفوس الآخرين، ما يجعله مصدراً للطاقة الإيجابية بالنسبة إليهم، والتسامُح والصفح اللذين يجعلان الفرد مصدراً للأمن والأمان للآخرين.
وهناك أيضاً الحِس الفكاهي، وتمتُّع الفرد بروح الدعابة والحِس الفكاهي يجعله مركز اهتمام الآخرين المحيطين به، مع الترفُّع عن صغائر الأمور التي تجعل الآخرين يتحدّثون بأريحية مع الشخص دون خوفٍ من تصيّده الأخطاء لهم، ولين الطباع، والقدرة على مخاطبة الناس على قدر عقولهم أو ما يُسمَّى بـ”الذكاء الاجتماعي”.