تؤدّي الحكومة الفلسطينية الجديدة اليمين الدستورية، خلال الساعات القليلة المقبلة، وذلك عقب الإعلان عنها برئاسة محمد مصطفى الذي يتولّى رئاسة الحكومة وحقيبة الخارجية، بينما تضمّن برنامجها “إيلاء الوضع الإنساني في غزة أولوية قصوى”.
سبب تشكيلها
يقول الدكتور حسين الديك، المحلل السياسي الفلسطيني، إن “تشكيل الحكومة الفلسطينية الجديدة جاء بعد الحوار الوطني الذي عُقد في موسكو، حيث كانت هناك مباحثات بين الفصائل الفلسطينية بشأن المرحلة السياسية المستقبلية، في ظل الحرب الدائرة في قطاع غزة، وكما يبدو أنه لم يتم التوصّل إلى تفاهمات بين الفصائل على المستقبل السياسي على الحكومة الحالية، لذلك تم تشكيلها من قبل رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية محمود عباس، استنادا إلى القانون الأساسي الفلسطيني”.
ويضيف الديك، في حديث خاص لـ”الوئام”، أن “هذه الحكومة جاءت في ظروف استثنائية، ولذلك كانت حكومة استثنائية أيضاً، وشكّلت من الخبراء والكفاءات والمهنيين والأكاديميين غير المنتمين لأي من الفصائل الفلسطينية، بما فيها حركة فتح، كما أن هذه الحكومة جاءت من أجل المرحلة الراهنة التي تطلب إعادة الإعمار والبناء، بعيدا عن كل الأجواء السياسية للفصائل الفلسطينية”.
ويوضّح المحلل السياسي الفلسطيني أنه “تم اختيار الوزراء في هذه الحكومة معيار المهنية والخبرة والكفاءة وعدم الانتماء الحزبي من أجل أن تكون حكومة مقبولة لدى الأطراف الدولية، خاصة المجتمع الدولي ودول الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأمريكية والدول العربية، بينما لو كان في هذه الحكومة أي من الوزراء المحسوبين على أي من الفصائل، كانت ممكن أن تواجه بالمقاطعة أو المحاصرة من قبل بعض الدول الغربية أو عدم تقديم الدعم والتمويل لها، لذلك تم اختيار أعضاء هذه الحكومة المستقلين لكي تكون مقبولة لدى كل الأطراف، وتقوم بالعمل الجماعي المهني الخالص البحت من أجل المستقبل في إعادة البناء والإعمار”.
ويتابع الديك: “وعند تشكيل هذه الحكومة وتكليف رئيسها الدكتور محمد مصطفى بالتكليف، كان هناك اعتراض من بعض الفصائل، على رأسها ‘حماس’ والجهاد والمبادرة الوطنية، التي اعترضت على هذه الحكومة، وقد أصدرت بياناً ينتقد تشكيل هذه الحكومة، لكن في ظل الظروف الاستثنائية التي نعيشها يجب أن تكون هناك استثنائية أيضا؛ لأنّ الأولوية الآن للمطالب اليومية والحياتية للمواطن الفلسطيني، في ظل حالة الحرب والجوع والحصار والإغلاق التي يعانيها الشعب الفلسطيني، سواء في قطاع غزة أو الضفة الغربية، فجاء تشكيل هذه الحكومة ليتفق مع متطلّبات المرحلة المقبلة لإعادة البناء والإعمار والنهوض بالواقع الفلسطيني المدمّر، وخلق حكومة من المهنيين والخبراء المستقلين تماماً”.
مطلب وطني فلسطيني
يختتم الديك تصريحاته قائلاً: “الحكومة مطلب وطني فلسطيني بامتياز، قبل تشكيل هذه الحكومة كانت هناك قرارات من قبل الرئيس محمود عباس، بإقالة كل المحافظين في الضفة وغزة وتعيين محافظين جدد، والآن تمت إقالة الحكومة وتشكيل حكومة جديدة، وهذا يأتي ضمن برنامج الإصلاحات التي تقوم بها السلطة الوطنية الفلسطينية”.