اندلعت منذ ساعات مرحلة جديدة من الصراع بين إيران وإسرائيل، عقب استهداف الأخيرة للقنصلية الإيرانية في دمشق، فيما يُعتبر استهداف المنشآت الدبلوماسية تصعيدًا خطيرًا، كما يؤكد مراقبون أنه يشبه استهداف إيران على أراضيها.
وأسفرت الضربة عن مقتل أحد قادة فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني في سوريا ولبنان، محمد رضا زاهدي، وقادة آخرين، تُعد الأعنف منذ بداية التصعيد.
ووفقًا لصحيفة “نيويورك تايمز”، فإن الغارة استهدفت اجتماعًا سريًا بين مسؤولين إيرانيين وقادة من حركة “الجهاد” الفلسطينية في المبنى الملاصق للسفارة الإيرانية في دمشق.
وأكدت الصحيفة، نقلًا عن 4 مسؤولين إسرائيليين، أن إسرائيل كانت وراء الهجوم في دمشق، لكنهم نفوا أن يكون للمبنى وضع دبلوماسي، فيما أفاد سفير إيران لدى سوريا حسين أكبري بأن مبنى القنصلية تعرض لهجوم بطائرتين مقاتلتين من طراز إف-35، وأكد أن “سيكون لهذا الهجوم رد عنيف”.
وفي تصريحات لصحيفة “نيويورك تايمز”، أشارت مصادر إلى أن الفشل في الرد قد يقوض الوجود العسكري الإيراني في سوريا، ومع ذلك، فإن الرد أيضًا قد يجعلهم يقعون في الفخ المفترض من قبل إسرائيل لدفعهم للدخول في حرب مباشرة.
وأكد تشارلز ليستر، مدير برامج سوريا ومكافحة الإرهاب والتطرف في معهد الشرق الأوسط بواشنطن، في تغريدة على حسابه في إكس، أن الضربة الإسرائيلية على دمشق أمس تمثل تطورًا كبيرًا وتصعيدًا خطيرًا.
ومن جهته، رأى بيمان سيد طاهري، وهو محلل محافظ مقرب من الحكومة الإيرانية، أن الضربة في دمشق هزت الإيرانيين الذين يخشون من فشل نهج الحكومة في مواجهة إسرائيل.
وأضاف أنه “تم انتهاك أمننا القومي، وإما أن ترد إيران لكي لا تهاجمنا إسرائيل في عقر دارنا، أو إعادة النظر والتخفف من سياساتها الإقليمية ووجودها العسكري بالمنطقة إذا كانت لا تريد الرد”، وفقًا لصحيفة “نيويورك تايمز”.
الصراع بين إيران وإسرائيل مستمر منذ سنوات، حيث شهد الجانبان تبادلًا للهجمات والاستهدافات، بما في ذلك الاغتيالات والتشويش الإلكتروني والهجمات السيبرانية.
ووفقًا لمسؤولين إسرائيليين، فإن المبنى كان “موقعا للحرس الثوري، مما يجعله هدفا عسكريا مشروعا”.
ويعد محمد رضا زاهدي من كبار القادة في الحرس الثوري الإيراني، حيث شغل منصب نائب رئيس العمليات من عام 2015 إلى عام 2018، وقاد القوات الجوية والبرية في الحرس بين عامي 2004 و2007، كما شارك زاهدي في قيادة كتيبة في الحرب الإيرانية – العراقية، وكذلك في الحرب في سوريا.
ووفقًا لإذاعة جيش الاحتلال الإسرائيلي، فإنه ليس فقط شخصية عسكرية إيرانية بارزة، بل هو أيضًا رجل له أقدمية وخبرة كبيرة.