الدكتورة أسماء محمد سعد – استشارية الصحة النفسية والتربية الخاصة والاستشارات الأسرية
في السابق، كنا نتربّى على فكر تقليدي، يتّسم بالراحة والبحث عن السعادة، لكن مع تطوّر الحياة وأساليب التفكير لا بد من بناء فكر الأبناء على الإيجابية والإبداع وتبني التحدّي، فيكون هذا الجيل مبدعاً لا مقلّداً، لا يبحث عن مجرّد وظيفة، بل يستطيع البحث وعمل مشروعات وصُنع ابتكارات تواكب احتياجات المجتمع، وتعمل على سدّ حاجاته.
ولكي نصل إلى هذه النتيجة، لا بد من أن نغرس في أطفالنا عدداً من المسارات التي تقودهم إلى مستقبل أفضل لأنفسهم وبلادهم؛ من بينها: الضمير، الثقة بالنفس والقدرات الشخصية الفكرية، القدرة على إتمام المهام على الوجه الأكمل، تبنّي الإبداع في حياتهم العملية والحياتية لا التقليد ومجرّد النقل، القدرة على النهوض من الأزمات والكبوات، التخلّي عن العناد والاستماع إلى خبرات الآخرين، عدم مجالسة الأشخاص السلبيين الذين يسهمون في تثبيط الهمم والعزيمة، القدرة على تحديد نقاط الضعف ونقاط القوة، الاعتماد على النفس منذ الصغر.
علينا غرس هذه المبادئ في أبنائنا ومساعدتهم لبناء شخصية سليمة تفيد نفسه وتفيد مجتمعه، فبقليلٍ من الحب والتربية والثقافة والإنصات الجيّد لهم، نستطيع تحقيق المعجزات، لا سيما أن أكثر ما يحتاج إليه الطفل من أبويه، الاستماع إلى آرائه وأفكاره منذ الصغر، لتعويده على الحديث والابتكار وحُسن التفكير، فالمتكلِّم الجيّد منصت جيّد.