قدم فريق من الباحثين الأمريكيين تطورًا مبهرًا في مجال الصحة العامة، حيث نجحوا في تطوير لقاح أحادي الجرعة يمكنه حماية الأفراد من مجموعة متنوعة من فيروسات الكورونا، بما في ذلك الفيروس المسبب لمرض COVID-19، وفقًا لما ذكره موقع “New Atlas“.
وعلى الرغم من أن فيروس Sars-CoV-2، الذي يسبب مرض COVID-19، قد حصل على اهتمام كبير في السنوات الأخيرة، إلا أنه في الواقع جزء من مجموعة أوسع من الفيروسات، تُعرف باسم Sarbecovirus، التي تشمل فيروسات متعددة تتطور بشكل رئيسي في الخفافيش والثدييات الأخرى وتمتلك القدرة على الانتقال إلى البشر، مثلما حدث مع فيروس SARS-CoV-1 (المعروف أيضًا باسم فيروس السارس خلال تفشي عام 2020).
ومع وجود لقاحات فردية لمكافحة فيروسات مختلفة مثل COVID-19 والإنفلونزا، فإن تحفيز الأفراد لتلقي أكثر من لقاح يشكل تحديًا. بالإضافة إلى ذلك، تعقيدات إعطاء هذه اللقاحات بانتظام يتطلب من الأفراد تكرار التطعيم لضمان فعالية الحماية.
وفي ما قد يمثل تحولًا في مكافحة الفيروسات التاجية، ابتكر باحثون في معهد جورجيا للتكنولوجيا وجامعة ويسكونسن ماديسون لقاحًا جديدًا، أظهرت الاختبارات على الهامستر أنه يقضي على جميع آثار فيروسي SARS-CoV-1 وSARS-CoV-2، بالإضافة إلى متغيرات omicron من الفيروس في الرئتين. وكان الباحثون قد اختاروا الهامستر كحيوانات مناسبة لاختبار اللقاحات المحتملة.
ولإنشاء هذا اللقاح، ركز الفريق على استهداف بروتينات سبايك، وهي السمة المميزة لفيروسات الكورونا، بطريقة مشابهة للقاحات mRNA المضادة لـ COVID. وفي هذا السياق، قام الباحثون بابتكار لقاح ثلاثي التكافؤ، مما يعني استهداف ثلاث بروتينات سبايك مشتركة بين فيروسات Sarbecovirus المختلفة، بما في ذلك السارس وCOVID-19.
ويعبر الباحثون عن أملهم في تطوير هذا اللقاح الناجح بشكل أوسع لمكافحة فصائل أخرى من فيروسات الكورونا وكذلك الفيروسات الأخرى مثل تلك التي تسبب الإنفلونزا. كما يشيرون إلى رغبتهم في استكشاف بعض المستضدات المحددة التي طوروها في أبحاثهم للمضي قدمًا في التجارب السريرية، مما يفتح الباب أمام مجالات بحثية أخرى قد تساعد في تعزيز وتحسين نتائجهم.
وفيما يختتم الباحثون، يعبرون عن إشادتهم بهذه النتائج، ويؤكدون على أهمية استكشاف السبل الإضافية لتعزيز الجهود المستقبلية في مجال البحث العلمي. ويرى الباحثون أن تعزيز المناعة المخاطية قد لا يعزز الحماية فحسب، بل يقلل أيضًا من انتقال الفيروسات، مما يجعل التطعيم عن طريق الأنف وسيلة واعدة لتحسين استجابة الجهاز المناعي.
ومن المثير للاهتمام أيضًا تحديد طول فترة الحماية المقدمة من اللقاح، مما قد يفتح آفاقًا جديدة للبحث في المستقبل. ومن المهم بشكل خاص دراسة ما إذا كانت المناعة المخاطية الأقوى قادرة على توفير حماية طويلة الأمد ضد الأمراض المصاحبة لأعراض.