طرحت الهيئة القيادية لتنسيقية القوى المدنية السودانية “تقدم” رؤية من 10 بنود لإنهاء الحرب المندلعة في السودان وحل الأزمة سياسيًا في توقيت بالغ الخطورة في ظل تصاعد المواجهات بين طرفي الأزمة في السودان.
توقيت هام
وقال محمد الأمين أبا زيد، المحلل السياسي السوداني، إن اجتماع الهيئة القيادية لتنسيقية القوى المدنية الديمقراطية “تقدم” كان في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا في الفترة من 2-4 أبريل الجاري في توقيت غاية الدقة والتعقيد حيث تكمل الحرب الكارثية في السودان بعد أيام عامها الأول ناسفة كل التوقعات والمؤشرات التي بنيت على نهاية مبكرة وسريعة لها، الأمر الذي عقد الأوضاع حيث لم تلد الحرب إلا الدمار والقتل والتشريد وفقدان الممتلكات والمدخرات وسبل العيش ورشحت البلاد للنشاط الإرهابى والصراع الإقليمي والدولي، وفى جانب آخر شهدت البلاد أكبر كارثة نزوح ولجوء في العالم بالإضافة إلى شبح المجاعة الذي بات يهدد ملايين السودانيين.
وأضاف “أبا زيد” في تصريحات خاصة لـ”الوئام”، أن الاجتماعات ناقشت ثلاثة محاور تشكل أولوية في إطار البحث عن حلول للحرب المشتعلة متمثلة في المحور الإنساني الداعي لتأمين وفتح المسارات وتوفير الحماية للعاملين في العمل الإنساني وحث المجتمع الدولي على تنفيذ التزاماته في هذا الجانب، وفي محور وقف الحرب أدانت الانتهاكات من طرفي الحرب بحق المدنيين ودعوتهم للكف عنها والتعاون مع لجنة التحقيق الدولية للكشف عن الجرائم ومحاسبة مرتكبيها.
وتابع “أبا زيد”: “أما المحور السياسي فقد أجاز رؤية سياسية لإنهاء الحرب وإعادة تأسيس وبناء الدولة السودانية وتصور لمبادئ الحل السياسي والعملية السياسية وأطرافها وقضاياها مع التأكيد على مشاركة القوى المدنية الديمقراطية والسياسية في العملية التفاوضية والتواصل مع كافة المكونات السياسية الرافضة للحرب”.
واستكمل السياسي السوداني وقال: “على الرغم من التأسيس النظرى لرؤية وقف الحرب والتصور الشامل المطروح من تنسيقية القوى المدنية الديمقراطية، إلا أن المحك المفصلى رهين بامتلاك طرفى الحرب الإرادة السياسية في تمثيل مصلحة الوطن والشعب بإيقافها والابتعاد عن المشهد السياسي، وهذا للأسف مفتقداً في ظل تصاعد خطاب التصعيد والتصعيد المضاد وتوافر شروط التقسيم وفق ما تشير إليه حقائق الواقع الميداني”.