في ظل التطورات الهائلة في عالم التكنولوجيا ووسائل التواصل الاجتماعي، أصبح تطبيق “تيك توك” ظاهرة عالمية حيث يُعد موطنًا لجيل جديد من المؤثرين الذين يمتلكون قاعدة جماهيرية هائلة، ويحققون شهرة واسعة ومكاسب مالية ملحوظة من خلال إنشاء مقاطع فيديو قصيرة، تنتشر بسرعة فائقة عبر منصة التطبيق.
ويتميز هؤلاء المبدعون بقدرتهم على جذب المشاهدين بمحتوى فريد ومبتكر، مما يجعلهم أحد أبرز الشخصيات الرقمية في العصر الحالي.
ومع ارتفاع الأموال التي يحصل عليها كبار المؤثرين على منصة “تيك توك” إلى ملايين الدولارات سنويًا، يجذب ذلك المحتويين الطموحين إلى الانضمام إلى المنصة بأمل تحقيق دخل سريع وسهل.
وتزداد المنافسة تزداد في “فيسبوك” مع إضافة ميزة جديدة تهدف إلى منافسة تيك توم، ويقوم النجوم البارزون على وسائل التواصل الاجتماعي بتوسيع نطاق نجاحهم من خلال المشاركة في برامج تلفزيونية وبطولات أفلام إلى إنشاء خطوط ملابس ومنتجات أخرى.
وعلى الرغم من الشهرة الواسعة التي يمنحها التطبيق لأصحاب الحسابات الكبيرة، إلا أنه من الصعب تقدير الدخل الذي يمكنك تحقيقه بدقة، حيث يعتمد ذلك على عدة عوامل مثل انتشار المحتوى ونوعه وطرق تحقيق الدخل التي تفضلها، مثل الإعلانات أو الانضمام إلى صندوق منشئي المحتوى.
فيما تم إنشاء صندوق منشئي المحتوى على “تيك توك” في عام 2020 لمكافأة المستخدمين الذين يمتلكون قاعدة متابعين ثابتة على التطبيق، ومن أجل الانضمام إلى هذا المجتمع الحصري، يتعين عليك أن تمتلك حوالي 100 ألف متابع حقيقي، وبالتالي ليس هناك حاجة لشراء المتابعين المزيفين.
ومع ذلك، يبدو أن الصندوق لم يكن مربحًا بالشكل المتوقع، حيث أفاد بريستون سيو، الذي يملك الآن 2.5 مليون متابع على “تيك توك”، بأنه في الفترة بين يناير ومايو 2021، تلقى مجموع دفعات تقدر بنحو 1664 دولار من الصندوق.
كما أكد مستخدمون آخرون مثل هانك غرين أن التمويل الذي تلقوه كان يتراوح بين 0.02 و 0.03 دولار لكل ألف مشاهدة على المنصة.
بالإضافة إلى ذلك، أعلنت “تيك توك” في عام 2022 عن إمكانية وضع الإعلانات بجانب مقاطع الفيديو لأصحاب الحسابات البارزة الذين يمتلكون ما لا يقل عن 100 ألف متابع في فئات مختلفة من المحتوى، مما يتيح لهم فرصة لكسب المال من خلال تقسيم إيرادات الإعلانات مع الشركات.
وفيما يتعلق بالدفعات، وصف بعض منشئي المحتوى المدفوعات بأنها “مخيبة للآمال”، حيث أفاد البعض بأنهم لم يتلقوا سوى بضعة بنسات أو 17 دولارًا فقط في الدفعتين الأوليين من برنامج Pulse.
أخيرًا، يسمح “تيك توك” لمنشئي المحتوى بتلقي الهدايا أثناء البث المباشر، والتي يمكن تحويلها إلى أموال نقدية، وهذا يعتبر طريقة إضافية لكسب الدخل على المنصة.
كما يمكن لأي علامة تجارية أن تستفيد من رعاية أحد صانعي المحتوى على “تيك توك” للإعلان عن منتجاتها، سواء كانت ذلك في مجال الأزياء أو الطعام أو مستحضرات العناية بالبشرة.
ومع ذلك، يعتمد المبلغ الذي ستدفعه العلامة التجارية للمستخدم على “تيك توك” على عدة عوامل، بما في ذلك انتشار مقاطع الفيديو ومستوى التفاعل الذي يحققه منشئ المحتوى.
وقد تتضمن الطرق التي يمكن من خلالها العمل مع المنشئين للإعلان عن المنتجات مراجعات المنتجات وإطلاق التحديات.
ووفقًا لشركة برامج التسويق المؤثرة Social Book، فإن المستخدمين الذين يمتلكون بين 1000 إلى 10000 متابع، المعروفين بـ “النانو”، يمكنهم كسب ما بين 25 دولارًا إلى 125 دولارًا لكل منشور مدعوم على “تيك توك”.
أما بالنسبة للمستخدمين ذوي الأعداد الأكبر من المتابعين، بين 10 آلاف و100 ألف متابع، المعروفين بـ “المايكرو”، يمكن لهم تحقيق متوسط من 30 إلى 400 دولار لكل منشور، مما يعني أنه يمكن للمايكرو كسب ما يزيد عن 50 ألف دولار سنويًا كحد أدنى، بما يعادل حوالي خمس منشورات مدعومة يوميًا.
ويصنف المستخدمون ضمن “الماكرو”، والذين يمتلكون أكثر من 100 ألف متابع، فيمكنهم تحقيق متوسط من 1200 إلى 2500 دولار لكل منشور، وما يمكن أن يصل إلى أرباح تصل إلى نحو 400 ألف دولار سنويًا.
ويمكن للمستخدمين المصنفين ضمن “الميجا”، الذين يمتلكون مليون متابع أو أكثر، كسب أكثر من 2500 دولار لكل منشور، مما يجعلهم يصلون إلى ما يزيد قليلاً عن مليون دولار سنويًا بما يعادل منشور واحد يوميًا.