وافقت مدينة نيويورك الأمريكية على دفع 17.5 مليون دولار لتسوية دعوى رفعتها امرأتان تم إجبارهن على خلع حجابهما أثناء قيام شرطة المدينة بتصويرهما.
ورفعت جميلة كلارك وأروى عزيز، مسلمتان، القضية في عام 2018 بعد أن قالتا إن تجربتهما جعلتهما تشعران بالإهانة، حسبما نشرت صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية.
وقالت جميلة كلارك بعد تغريم المدينة: “عندما أجبروني على خلع حجابي، شعرت وكأنني عارية.. لست متأكدة مما إذا كانت الكلمات يمكن أن تعبر عن مدى شعوري بالتعرض والانتهاك.. وأنا فخور جدًا الآن لأنني لعبت دورًا في تحقيق العدالة لآلاف من سكان نيويورك.”
وبحسب “واشنطن بوست” فإن تلك الدعوى أدت إلى قيام شرطة نيويورك بتغيير سياستها في عام 2020 بالتوقف عن مطالبة الأشخاص بإزالة أغطية الرأس الدينية مثل الحجاب أو القلنسوة بعد اعتقالهم، مع استثناءات محدودة إذا كان الغطاء يحجب ملامح وجه الشخص.
من جانبه، أوضح ألبرت فوكس كان، محامي المرأتين، إن التسوية تعد قرارا فارقًا لخصوصية سكان نيويورك وحقوقهم الدينية، متابعًا: “القرار يرسل رسالة قوية مفادها أن شرطة نيويورك لا يمكنها انتهاك حقوق السكان نيويورك.
وتم القبض على جميلة كلارك في 9 يناير 2017، وعلى أروى عزيز بعدها بثمانية أشهر، وجاء في الدعوى القضائية أن المرأتين ألقي القبض عليهما لانتهاكهما أوامر الحماية التي قدمها أقاربهما.
وجاء في الدعوى القضائية أن كلارك أبلغت في أحد مكاتب الحجز بأنها “ستتعرض للمحاكمة الجنائية إذا رفضت خلع حجابها”، وأن أحد المشرفين “أدلى بالعديد من التعليقات العدائية ضد المسلمين”.
وأضافت الدعوى القضائية أنه بعد أن “خلعت كلارك حجابها على مضض ليتم تصويرها”، عُرضت صورة الحجز الخاصة بها على “حوالي خمسة ضباط ذكور من شرطة نيويورك” و”لمس الضباط الذكور السيدة كلارك مرارًا وتكرارًا، على الرغم من أنها أوضحت أن هذا الاتصال ينتهك دينها”.
وجاء في الدعوى أنه عندما ألقي القبض على عزيزة، رفض الضباط السماح لها بالاحتفاظ بحجابها لالتقاط صورتها، ورفضوا طلبها بأن “تسحب حجابها قليلاً فقط لتكشف عن غرتها وخط شعرها”.
وأضافت الدعوى أنه في النهاية، التقطوا صورها أمام نحو عشرة ضباط وأكثر من 30 سجينًا لمدة خمس دقائق تقريبًا، مما جعلها تبكي.
وأشارت الدعوى أيضًا إلى أن الصور المحجوزة “يتم الاحتفاظ بها للأبد” ويمكن لأي شخص يصل إلى قاعدة البيانات الرئيسية لشرطة نيويورك أو ينظر إلى ملفه الورقي أن يراها.
في السياق ذاته، قال نيك بولوتشي المتحدث باسم إدارة القانون في مدينة نيويورك، إن التسوية أدت إلى إصلاح إيجابي لشرطة نيويورك.
وتابع: “يوازن الاتفاق بعناية بين احترام الوزارة للمعتقدات الدينية الراسخة وبين الحاجة المهمة لإنفاذ القانون لالتقاط صور الاعتقال، وأضاف أن هذا القرار يصب في مصلحة جميع الأطراف”.