الدكتور محمد عبدالله – أخصائي التربية السلوكية والنفسية وثقافة الأطفال
أحترم جداً الأم التي تعترف أنها عصبية طوال الوقت، ومع أقل خطأ يرتكبه طفلها تثور، وربما تطوَّر الأمر للضرب، ولأنَّ العلاج يبدأ أولاً من الاعتراف بوجود مشكلة أو خلل ما، فإنَّ هذه النوعية من الأمهات يمكن بقليلٍ من الخطوات التغلّب على عصبيتهنّ تجاه أطفالهن.
الخطوة الأولى، ضعي نصب عينيكِ أنّ أطفالكِ لا ذنب لهم في عصبيتك، والتي غالباً ما يكون سببها ضغوطاً داخلية أو خارجية وأعباء وهموماً كثيرة، تجعلكِ قلقة، متوتّرة، تشعرين كأن ضربات قلبكِ تجري وراء بعضها، فضلاً عن الصداع المتواصل الذي يلازمك.
الخطوة الثانية، اللجوء إلى العنف، سواء كان لفظيا أو بدنياً تجاه أطفالكِ، من شأنه أن يخرج أطفالاً يعانون أمراضا نفسية؛ مثل الاكتئاب والرّغبة أو التفكير في الانتحار، أو على الأقل الميْل إلى العزلة والانطواء في غرفتهم وأمام شاشة هاتفهم الذكي.
الخطوة الثالثة، تذكّري دائماً أن الأطفال في مرحلة ما دون المدرسة، أي أقل من 6 سنوات، لا يزالون في مرحلة استكشاف العالم والبيئة من حولهم، لذلك تقبّلي حركتهم ونشاطهم ورغبتهم المدفوعة بالرغبة في الانطلاق ومعرفة ما يدور حولهم.
أخيرا، عاهدي نفسكِ في كل مساء، وقبل أن تضعي رأسكِ على وسادتك، بأنه “لا عصبية بعد اليوم”، حتى وإن وقعتِ، لا تيأسي، قومي وانهضي، وحاولي مرّة تلو الأخرى، يكفي أن تكون نيتكِ صادقةً في التخلّص من عصبيتكِ، أعدكِ أنكِ ستفعلينها.