الوئام – خاص
تبنَّى مجلس حقوق الإنسان قرارا، قبل أيام، يدعو إلى محاسبة إسرائيل على جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية محتملة في قطاع غزة، حيث صوَّتت 28 دولة لصالح القرار، وامتنعت 13 دولة عن التصويت، بينما صوّتت ضده 6 دول.
هل مِن الممكن أن يُواجه رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، محاكمة يوما ما بتهمة إتيان جرائم حرب في غزة؟
في السياق، يقول الدكتور حسن مرهج، الباحث الفلسطيني والمحاضر في كلية الجليل بالناصرة: “أعتقد أن نتنياهو حتى هذه اللحظة لا يزال في مأمن، لكن مشاكله تتراكم، وبناءً على هذا المنظور، فإن نتنياهو يستطيع تغيّر المعطيات الحالية؛ سواءً لجهة ملفات الفساد أو تلك المتعلّقة بالحرب الأخيرة على غزة، لكن رغم ذلك يواجه الرجل معارضة تتمتّع بنفوذ سياسي واجتماعي، بمعنى أنها قادرة على تحريك كل الملفات ضد نتنياهو، وربما في وقت لاحق مقايضته بالتخلّي عن مستقبله السياسي مقابل طي تلك الملفات”.
ويُضيف حسن مرهج، في حديث خاص لـ”الوئام”: “هذا السيناريو قد لا يروق للبعض، وهذا ما يجعل المجتمع الإسرائيلي يدخل في إشكالية متعدّدة الجوانب، لا سيما أنّ حرب غزة أفرزت معطيات اقتصادية غاية في الخطورة، كما أن المجتمع الإسرائيلي في هذه الأثناء ورغم رغبته باستمرار الحرب والقضاء على حركة حماس، فإنه قد وصل إلى مرحلة الإنهاك بكل المستويات”.
ويُتابع الأكاديمي الفلسطيني: “مِن الممكن أن يواجه بنيامين نتنياهو، محاكمة بتهمة ارتكاب جرائم حرب في غزة، خاصة أنّ هناك تقارير وتحقيقات دولية ومحلية تشير إلى أن هناك احتمالية لتوريط نتنياهو وآخرين في ارتكاب جرائم حرب خلال العمليات العسكرية التي تمت في قطاع غزة، وإذا قُدّمت دلائل قاطعة تثبت تورّطه في هذه الجرائم، فإنه يمكن أن يواجه محاكمة أمام المحاكم الدولية أو المحاكم المحلية”.
ويرى حسن مرهج أنه “حتى الآن لم تُوجَّه اتهامات رسمية ضد بنيامين نتنياهو بجرائم حرب، ومع ذلك، هناك تحقيقات وتقارير تشير إلى احتمال تورّطه في جرائم حرب، لا سيما خلال العمليات العسكرية في قطاع غزة، ويتم عادةً تحديد ما إذا كان هناك أساس للاتهامات من خلال التحقيقات القانونية والأدلة المتاحة”.
ويختتم المحاضر في كلية الجليل بالناصرة، قائلا: “إذا وُجّهت اتهامات رسمية ضد نتنياهو بجرائم حرب وثبتت صحتها أمام المحكمة، فإنه يمكن أن يواجه محاكمة وفقا للقوانين الدولية، والسؤال الأهم: هل يستطيع نتنياهو إنقاذ نفسه بنفسه؟”.