الوئام – خاص
جدل يتجدَّد وتوترات تتصاعَد داخل لبنان، جرّاء واقعة خطف وقتل باسكال سليمان، منسّق قضاء جبيل في حزب “القوات اللبنانية”.
تعليقا على الأمر، يقول طارق أبوزينب، المحلل السياسي اللبناني المهتمّ بالشأن العربي والخليجي: “خطف باسكال سليمان، منسّق حزب القوات اللبنانيّة، ليس تفصيلا بسيطا، خاصةً أنه ليست لديه خلافات شخصيّة مع أحد، وهو أبٌ لثلاثة أولاد صغار في السنّ، كما أن ما مِن أحدٍ يتجرّأ على القيام بهذا العمل الإرهابي الفردي في هذا التوقيت الدقيق الذي يمر به لبنان”.
ويضيف طارق أبوزينب، في حديث خاص لـ”الوئام”، أنّ “حزب القوات اللبنانيّة تجنّب اتّهام أحد، ولم يتسرّع في إطلاق مواقف، مكتفيا ببيان دعا فيه إلى الإقفال في منطقة جبيل، في وقتٍ بقيت اتصالات القيادات السياسيّة والأمنيّة بعيدة عن الإعلام لمعرفة مَن قام بهذا العمل المستهجن والمرفوض والمستنكر”.
ويُتابع السياسي اللبناني: “لكن السؤال الذي يفرض نفسه أيضا هو: مَن له مصلحة في تحريك الشارع اللبناني ورفع منسوب التوتّر؟ فهذا هو دور القوى الأمنيّة لمعرفة ما يحاك مِن مؤامرات للبنان، كما أُثني على دور الجيش اللبناني الذي وضع جهدا كبيرا للكشف عن مصير باسكال سليمان وتحديد الجهة الخاطفة لتحرير المخطوف”.
ويستكمل أبوزينب قائلا: “مع الأسف، يسود حال من التوتر والتحريض العالي في الشارع اللبناني على خلفية خطف باسكال سليمان، فيجب على الجميع الانتباه وعدم الانجرار وراء التحريض والانفعالات، ويجب تفويت الفرصة على المصطادين بالماء العكر، علما بأنّ الحكومة اللبنانية لا تحظى بثقة كاملة من معظم اللبنانيين، خاصة أنها قصّرت في كشف قاتلي المفكّر اللبناني لقمان سليم والناشط السياسي إلياس الحصروني”.
ويستطرد المهتمّ بالشأن العربي والخليجي: “مَن نفّذ عملية الخطف والقتل والإعدام ونقل جثة المغدور باسكال سليمان، إلى سوريا، من دون أي معوّقات أو حتى مساءلة؟! ولم يتكلّف الخاطفون عناء نقل جثة إلى دولة مجاورة، إذًا الدافع السرقة أو طلب فدية، لذلك لا يجب أن تمر الجريمة دون التوقّف عندها من حيث الأهداف والنتائج وبالشكل والمضمون، إذ إن الجريمة الكاملة هي التي تُنفّذ في ظروف وتوقيت معيّن، كما تهدف إلى إطلاق رسائل في اتجاهات محدّدة، وهذه الجريمة هدفها ترسيخ ثقافة الخوف في المجتمع اللبناني ورفع منسوب عدم المساءلة”.
يختتم أبوزينب حديثه قائلا: “يجب أن تضع الحكومة اللبنانية حدّا للانفلات الأمني، والعمل لترسيخ الاستقرار والأمن، كي لا تتكرّر واقعة باسكال سليمان”.