د. عبدالله الكعيد
“إعلامي وكاتب، قدّم برنامج العيون الساهرة في التلفزيون السعودي، صدر له سبعة مؤلفات، يحمل سبع أوسمة وأنواط أحدها نوط الابتكار”.
يقول الشاعر فرّاج بن ريفه (حسب الرواة) في قصيدة المقناص الشهيرة بــ” يا الله أنا طالبك حمراً هوى بالي:
لا روحت مع تخاتيخ الخلا الخالي
كن الذيابه تنهّش من جوانبها
يبدو في بيئة القصيدة بمجملها العام صحرا وإبل وهجوم ذئاب. من أحد تلك المكونات أكتب لكم حكاية اليوم.
عن الذئاب.
يقول أهلنا عن الذئبِ بأنهُ “أمْعط” ولفظُ (ذيب أمعط) عاميٌّ أصلَهُ فصيحٌ معناهُ المُباشر الذئب قليلُ الشعرَ، لكن المخاتلةِ والمباغتة والذكاء والقوة والإقدام والشجاعة والبطش صفات عَرَفَوها عنه، ولهذا فالمثلِ يُضربُ للدلالةِ على واحدةٍ من تلك الصفات أو أكثر حسبِ سياقَ الكلام.
طيّب، ما هي مناسبة الحديث عن الذئب والذئاب وكاتب هذه السطور يقطن مدينة صاخبة لا يُرى فيها الذئب إلاّ في حديقة الحيوان؟ ثم ما الذي يعرفه الجيل الحالي عن الذئب ولماذا ينفرون من قول أجدادهم لأحدهم ” خلك ذيب وأنا ابوك”؟
أعترف لكم بأنني وأنا في السبعين من عمري لم أقابل ذلك المفترس وجهاً لوجه إلاّ من وراء “شبك” في احدى محطّات الوقود على طريق سريع في بلادنا. يبدو بأن مالك تلك المحطّة بمرافقها ظن بأن أسر الأمعط في ذلك الحبس الانفرادي قد يجلب زبائن أكثر. منها يتزودون بالوقود والتبضّع بما يُعينهم على وعثاءِ السفر ومنها يقتربون من الباطش بالأغنام ويشاهدونه وهو يتحسّر على حريته بالدوران المستمر داخل قفص ضيّق لم يعهده في حياته.
لكن بعد قراءتي لروايةً بعنوان “رمز الذئب” للكاتب الصيني رونغ يانغ قررت البحث والكتابة عن ذلك المفترس حديث الأجداد. بالفعل تكوّنت لديّ معلومات كثيره فكتبت وها أنا أكتب وسأكتب مستقبلاً عن عالم الذئاب لما فيه من ادهاش وغموض.
أقول لشباب اليوم: أجدادكم قد خبروا الذئب وأُعجِبتهم شجاعته وإقدامه. فلا تنزعجون (بليز) من قولهم ” خلّك ذيب”.