تتبنى السعودية نهجًا متعدد الجوانب للتعامل مع معضلة الكربون، من خلال الإسهام بفعالية في مواجهة آثار التغير المناخي، وتحقيق أهداف التنمية المستدامة، وقد استحدثت في سبيل ذلك العديد من المبادرات والبرامج الطموحة التي بدأت تؤتي ثمارها.
وتعد مبادرة السعودية الخضراء إحدى المبادرات الرائدة حيث تسعى المملكة من خلالها إلى تقليل الانبعاثات الكربونية بمقدار 278 مليون طن سنوياً بحلول عام 2030، كما تلتزم المملكة بتدبير 50% من احتياجاتها من الطاقة من مصادر متجددة، وصولًا إلى الحياد الصفري في عام 2060.
وقد قطعت السعودية شوطًا كبيرًا في تحقيق المستهدفات حيث بدأت في إنشاء محطات الطاقة الشمسية وطاقة الرياح في العديد من المناطق حيث تقدم مصادر الطاقة المتجددة في السعودية فرصًا واعدة لنمو القطاع حيث يمكن لمشاريع الطاقة المتجدّدة الحالية توفير الطاقة الكهربائية لأكثر من 520 ألف منزل في الوقت الراهن.
وتسعى السعودية إلى الوصول إلى مزيج الطاقة الأمثل لإنتاج الكهرباء انطلاقاً من الموارد الطبيعية التي تزخر بها المملكة، حيث بلغت السعة الإجمالية لمصادر الطاقة المتجددة المستخدمة 2800 ميجا وات بينما تبلغ السعة الإجمالية لمشاريع الطاقة المتجدّدة قيد التطوير أكثر من 8 آلاف ميجا وات، أما السعة الإجمالية سعة الإجمالية لأربع محطّات توليد كهرباء عالية الكفاءة تعمل بالغاز فقد بلغت 6500 ميجا وات.
ومن خلال هذه المبادرات وغيرها من البرامج الطموحة ستتمكن السعودية -إن شاء الله- من تحقيق المستهدفات وتجاوزها من خلال تطبيق برامج الرؤية الطموحة وتطوير أساليب التنقل والعيش وتعزيز جودة الحياة وأنسنة المدن والتوسع في المبادرات البئية والاقتصاد الأخضر.