الدكتور محمد عبدالله – أخصائي التربية السلوكية والنفسية وثقافة الأطفال
عندما تُطالع نتيجة استطلاع للرأي أجرته الحكومة السويدية، يظهر أن 33% من الأطفال يشكون انشغال آبائهم الدائم بالهاتف المحمول، تُدرك حجم الكارثة التربوية في هذه البيوت.
في بلادنا العربية، إذا أُجري هذا الاستطلاع، أعتقد اعتقادا جازما أنّ النتيجة ستكون كارثية، بكلّ ما تعنيه الكلمة، ويمكن أن تصل لثلاثة أضعاف النسبة في مثيلتها الأوروبية.
وكثيرا ما نسمع شكايات الزوجات: “زوجي متجوّز الموبايل”، في إشارة إلى انشغال الزوج الدائم بالهاتف المحمول في أثناء وجوده بالمنزل، بدلا من قضاء هذا الوقت مع الزوجة والأولاد، بعد يوم عمل طويل وشاق.
هذه النوعية من الآباء لا يدركون حقيقة غائبة عنهم، وهي أن أفضل طريقة للتواصُل مع طفلك، أن تنظر في عينيه، وأنت تتحدّث إليه، فالتواصُل البصري مهم جدا للطفل، خاصة في العصر الذي نعيشه، وباتت أعيننا كبارا وصغارا بالساعات يوميا أمام الشاشات بأنواعها؛ سواءً كانت شاشة الموبايل أو التلفاز أو التابلت.
والنصيحة إلى هؤلاء الآباء والأزواج، سهلة وبسيطة وفي متناول الجميع، جرّب بعد عودتك من العمل أن تغلق هاتفك المحمول، أو على الأقل تغلق شبكة الواي فاي (الاتصال بالإنترنت)، وتجلس لمدة نصف ساعة أو أكثر بعد وصولك أو وصول أطفالك من المدرسة، أنت بذلك توصّل رسالة لهم بأنهم “أفضل ما تملك”، وأنت كأب ستشعر بالسعادة في وجوههم، والرضا في تصرّفاتهم، والإقبال على الحياة بحماسة وتفاؤل.