الوئام – خاص
منذ اندلاع الحرب في السودان قبل عام تقريبا، تتواصل الجهود السعودية لاحتواء الأزمة السودانية وإنهاء الحرب، عبر الطرق السلمية ودعت إلى الحوار في جدة واستضافت أكثر من جولة للمحادثات بين الطرفين، ولا تزال الجهود السعودية تتواصل حيث شاركت السعودية مؤخرًا في مؤتمر باريس حول السودان بوفد رفيع رأسه نائب وزير الخارجية وليد بن عبدالكريم الخريجي.
ومن جانبه قال الدكتور سعد عبدالله الحامد، المحلل السياسي والمستشار في المنازعات الدولية، إنه منذ بداية الأزمة السودانية سعت السعودية لاحتواء الموقف عبر مساندة الحل السلمي ودعمت الاتفاق السابق بين المكون المدني والمكون العسكري قبل الحرب، وكانت دائماً تدعم الحلول السلمية وأن تحكم الشرعية البلاد وعدم السماح للتقسيم والصراعات الطائفية بما يعود بشكل سلبي على السودان.
وأضاف “الحامد” في تصريحات خاصة لـ”الوئام”، أن السعودية منذ بداية الأزمة حاولت قدر الإمكان أن توقف هذا الصراع وكان حراكها يشمل اتجاهين؛ أحدهما سياسي والآخر إنساني، من خلال عمليه الإجلاء للرعايا والدبلوماسيون الموجودين في السودان وتمكنت من إجلاء عدد كبير من الرعايا الأجانب والسفراء وأيضا السودانيين.
وتابع “الحامد”: “كما رعت السعودية مفاوضات جدة التي تمخضت عن اتفاق جدة لحل الأزمة حيث كان يشتمل على حماية الجوانب الإنسانية وفق القانون الدولي الإنساني وعدم التعرض المنشآت المدنية والسماح بدخول الإغاثة والمساعدات العاجلة وعدم التعرض للأطفال والنساء وانطلاقاً من دور السعودية كان هناك أيضًا جهودًا دبلوماسية عديدة واستطلاعات لتدشين هدنة بين أطراف الصراع في الفترة السابقة.
واستكمل الباحث السياسي: “ولكن هذه الجهود لم تجد من يدعمها على أرض الواقع نظراً لاحتدام الصراع بين هذه الأطراف وعدم قبولها بأي تسويات ورغبتها بحل النزاع على الأرض بطريقتها، دون النظر إلى ما يتكبده السودان من خسائر ومعاناة فضلا عن ملايين النازحين في الداخل والخارج، كما يحتاج السودان إلى معونات إنسانية وإغاثية كبيرة ناهيك عن البنى التحتية التي تدمرت فهذا الصراع أوقف الاقتصاد السوداني وأثر على كل نواحي الأمن داخل السودان”.
واستطرد “الحامد”: “إن المرحلة المقبلة تتطلب أن يكون هنالك حلا سودانيا فالصراع عميق لأن طرفي الصراع كانوا ينخرطون في المؤسسة العسكرية وكل منهم يعرف الآخر ولذلك نتحدث عن مكونين عسكريين وبالتالي فإن إنهاء الصراع لن يتم عسكريًا ولذلك لا بد أن تكون هناك مبادرات من جانب السودانيين أنفسهم”.