الوئام – خاص
تتزايد المخاوف من احتمالية عودة الفوضى إلى العاصمة الليبية طرابلس، حيث انتشرت خلال الأيام الأخيرة العديد من التشكيلات المسلحة، بالمدينة ما يُنذر بعودة الحرب من جديد.
من جانبه قال الدكتور إدريس محمد، المحلل السياسي الليبي ورئيس التجمّع الوطني للمصالحة، إنه رغم المشهد الضبابي في الساحة الليبية، إلا أن احتمالات وقوع أي نزاع مسلح جديد بين الفرقاء في الوطن أمر مستبعد، وإنما ما يحدث بين الحين والآخر من ظهور مظاهر مسلحة خصوصًا في المنطقة الغربية، لا يعدو كونه ضمن المناوشات الشخصية بين بعض العناصر، وتنتهي على وجه السرعة بسبب تدخل العقلاء في المنطقة.
وأضاف “محمد” في تصريحات خاصة لـ”الوئام”، أن ما يشد الانتباه خصوصًا هذه الآونة وهو أمر حقيقي وجلل، بل هو أمر مثير للدهشة، لكل متتبع للشأن الليبي، ألا وهو التحشيد السري غير المسبوق، وغير المنضبط بين كل من روسيا وأمريكا، حيث يشاهد العالم هذه الأيام توسع القوات الروسية في الشرق الليبي ربما بسبب تقوية ما يسمى بالفيلق الإفريقي، حيث تشير عدة تقارير ومصادر متعددة بوصول عدة شحنات روسية تتمثل في دبابات وأسلحة أخرى، من ميناء طرطوس بسوريا، إلى ميناء طبرق في الشرق الليبي هذا من جهة.
وتابع السياسي الليبي: “ومن الجهة الأخرى تشير عدة تقارير ومصادر مطلعة أيضا، إلى وجود تحرك مشبوه يتمثل في وصول عدة قوات أمريكية إلى قاعدة الوطنية، التي كانت إلى وقت قريب تحت سيطرة القوات التركية”.
واستكمل “محمد”: “وهو ما يشير إلى احتمالية اشتعال ليس بيين أمريكيا وحليفتها تركيا، وإنما تمركز متقدم للقوات الأمريكية في ليبيا حفاظا على مصالحها الأنانية بالطبع، وقربها من مصادر الثروة في ليبيا ولتكون موطئ قدم لها، وربما تصل للتصادم غير المباشر مع روسيا”.
واختتم: “لكن على الرغم من أن السلطات الليبية لم تقم حتى الآن بالواجب الوطني المكلفة به، والمتمثل في ردع هؤلاء الغرباء وإبعادهم عن الثروات الليبية، وحثهم كما يجب، بمنع ووقف كل مسؤول أجنبي من الخروج عن الأعراف الدبلوماسية الدولية، ومنع جميع الأجانب من التحرك المشبوه، سواء كان مدنيا أو عسكريا وإلزام الجميع بالوقوف عند حدهم المسموح به قانونا “.