تفاؤل مشوب بالحذر لدى الشعب السوداني، حول إمكانية الوصول إلى حلول لإنهاء الحرب الدائرة في البلاد منذ أبريل الماضي، وبخاصة مع انعقاد مؤتمر باريس حول السودان مؤخرًا بمشاركة عدد من الدول العربية والغربية.
وقال الدكتور رامي زهدي، الخبير في الشؤون الإفريقية، إن مؤتمر باريس له تأثيران على الوضع الإنساني في السودان؛ الأول هو تأثير مباشر بأن يواجه الوضع الإنساني وتقديم دعم لوجيستي ومالي للوضع الإنساني الصعب في السودان والثاني تأثير بشكل غير مباشر بأنه ناقش فرص الحل للأزمة السودانية بالتعاون مع دول الجوار التي تعد دولا متأثرة بما يحدث في السودان.
وأضاف “زهدي” في تصريحات خاصة لـ”الوئام”، أن مؤتمر باريس من الممكن أن ينجح في تخفيف الوضع الإنساني إلى حد ما، بضخ مبالغ مالية معينة لدعم الظروف الإنسانية الصعبة بالإضافة إلى أنه سوف يكون هناك مسؤولية كبيرة على الدول المانحة وكيفية وصول الدعم للمستحقين في ظل معاناة أكثر من 18 مليون مواطن سوداني من مشاكل جوع ومن توقف أي مصادر للرزق وظروف اقتصادية صعبة.
وتابع الخبير في الشؤون الإفريقية: “عدد النازحين سواء خارج السودان أو داخلها يبلغ 9 ملايين نسمة وبالتالي الظروف صعبة جدا وسوف يكون التحدي كبيرا على مؤتمر باريس أولا بالالتزام بما تم التعهد به من مبالغ مالية فعلى الأغلب يتم التعهد ولا يتم التنفيذ وثانيا سيكون مهما جدا الإعلان عن الآليات لتنفيذ هذه التعهدات بوصول هذه المبالغ المالية لدعم الوضع الإنساني والطبي والبيئي والاقتصادي للسودانيين.
واستطرد “زهدي”: “وعلى مستوى الوضع السياسي ومناقشة فرص الحل لا أفترض أن مؤتمر باريس يملك طريقا لحل الأزمة في السودان في ظل رغبة الأطراف المتصارعة في استكمال الحرب، مشيرًا إلى أن الدعوة للتحقيق في جرائم الحرب التي حدثت في السودان هي نتيجة مهمة وهذه الجرائم لا يجب أن تمر مرور الكرام وإلا سوف تتكرر في دول ونطاقات وصراعات أخرى طالما أن مرتكبي هذه الجرائم يعلمون أنه من الصعب ملاحقتهم أو إثبات هذه الجرائم”.