يعتبر التراث السعودي ثروة ثقافية وتاريخية هامة تعكس تطور المملكة العربية السعودية على مر العصور.
ويتميز التراث السعودي بتنوعه الجغرافي والثقافي والاجتماعي، ويشمل مجموعة متنوعة من الفنون والعادات والتقاليد التي تعبر عن هوية الشعب السعودي وتمتد لعدة قرون.
وسعيًا للحفاظ على إرثها الثقافي الغني، بادرت المملكة العربية السعودية، بجهود فردية وجماعية، إلى تسجيل عدد من عناصر التراث الثقافي غير المادي على قائمة اليونسكو، وذلك بدءًا من “حداء الإبل” وهو تقليد شفهي فريد يُستخدم للنداء على قطعان الإبل.
ولم تقتصر الجهود على ذلك، بل شملت تسجيل “البن الخولاني” بما يضمه من ممارسات تقليدية مرتبطة بزراعة هذه الحبوب، و”الخط العربي” بما يُمثله من رمزٍ ثقافي هام في الحضارة العربية.
كما تم تسجيل “حياكة السدو” وهي حرفة تقليدية عريقة، ونخيل التمر وما يرتبط به من تقاليد عريقة، و”فن القط العسيري” أحد أعرق فنون النقش العربية.
ولم تنسَ المملكة “القهوة العربية” رمز الكرم والشهامة، و”رقصة المزمار” التي كانت رائجة تاريخيًا في مدن غرب المملكة، و”المجلس” ذلك المكان الثقافي والاجتماعي الذي تميّزت به الثقافة العربية.
كذلك تم تسجيل “العرضة النجدية” وما ارتبط بها من أهازيج شعرية، لتُضاف إلى قائمة التراث الثقافي غير المادي، تعبيرًا عن حرص المملكة على الحفاظ على هويتها الثقافية العريقة ونقلها للأجيال القادمة.
وفي هذا التقرير، سنلقي نظرة عامة على بعض جوانب التراث السعودي المميزة.
تشتهر العمارة التقليدية السعودية بتصاميمها الفريدة واستخدام المواد المحلية.
تتضمن العمارة التقليدية القلاع والقصور والمنازل التراثية، وتعكس ثقافة وتاريخ المملكة، حيث تستخدم المواد الطبيعية مثل الحجر والطين والخشب في البناء، وتتميز التصاميم بالتفاصيل الفنية الرائعة والأشكال الهندسية المعقدة.
يعكس الزي التقليدي السعودي التنوع الثقافي بين المناطق المختلفة في المملكة.
يتكون زي الرجال من الثوب الأبيض المعروف بالثوب الشمري، ويتميز بالشماغ والعقال، أما زي النساء فيتكون من العباية والشيلة والطرحة، ويتميز بالتطريز الجميل واستخدام الألوان الزاهية.
ويعكس الزي التقليدي السعودي تراثًا عريقًا وذوقًا فنيًا رفيعًا.
تحتفظ المجتمعات السعودية بالعديد من الطقوس والتقاليد التي تمتد لعدة قرون.
تشمل هذه التقاليد الحفلات والمهرجانات الشعبية والزواج والولائم والاحتفالات الدينية.
وتعكس هذه الطقوس والتقاليد قيم المجتمع السعودي مثل الكرم والترحيب والترابط الاجتماعي.
تحتضن السعودية مجموعة متنوعة من الفنون التقليدية التي تعكس الهوية الوطنية والثقافية.
وتشمل هذه الفنون النجارة التقليدية والخياطة والنسيج والنحت والنقش، حيث يتميز الفن التقليدي بالتفاصيل الدقيقة والزخارف الجميلة التي تتميز بالأنماط المحلية.
يتميز المطبخ السعودي بتنوعه وتراثه الغني. يعتبر الأكل في الثقافة السعودية تجربة اجتماعية مهمة تجمع العائلة والأصدقاء. تشمل أطباق المطبخ السعودي الكبسة، وهي وجبة مكونة من الأرز واللحم والخضروات المتبلة بالتوابل العربية.
كما تشتهر المملكة بأطباق مثل المندي والكبة والفتة والمرقوق وغيرها، حيث يتميز المطبخ السعودي بمزج النكهات الغنية واستخدام التوابل المحلية، ويعتبر تجربة لا بد منها لاكتشاف الثقافة الغذائية السعودية.
تحتضن المملكة العديد من المواقع التراثية التي تعكس تاريخ وثقافة السعودية.
من بين هذه المواقع، يمكن ذكر مدينة الدرعية التاريخية في الرياض التي تحتوي على البيوت التراثية والأسواق التقليدية والقصور القديمة، كما تشمل المدينة المنورة بالمسجد النبوي والمواقع الإسلامية المقدسة، ومدينة جدة بالبحر الأحمر وسوق البلد التاريخي.
وتعتبر هذه المواقع وجهات سياحية مهمة تساهم في الحفاظ على التراث السعودي وتعزز السياحة الثقافية.
تقام في المملكة العديد من الاحتفالات والمهرجانات التي تسلط الضوء على التراث السعودي.
من بين هذه الاحتفالات، يمكن ذكر مهرجان الجنادرية الذي يقام سنويًا في الرياض ويعرض الفنون والثقافة السعودية التقليدية.
كما يشهد مهرجان الظهران التراثي في الشرقية عروضًا فنية وثقافية متنوعة. تعتبر هذه الاحتفالات فرصة للسعوديين والزوار لاستكشاف والاستمتاع بالتراث السعودي.
تولي المملكة العربية السعودية اهتمامًا كبيرًا لحفظ وصون التراث السعودي، حيث تعمل الجهات الحكومية والمنظمات الثقافية على توثيق التراث وإعادة ترميم المواقع التاريخية وتقديم الدعم للفنانين والحرفيين التقليديين، كما تقوم المؤسسات التعليمية بتضمين دروس التراث السع
ويتم الاحتفال باليوم العالمي للتراث في المملكة العربية السعودية من خلال تنظيم فعاليات متنوعة تستعرض الثقافة والتراث السعودي، وتشمل هذه الفعاليات المعارض والمعارض الحضرية والعروض التقليدية والورش الحرفية والعروض الفنية والموسيقية.
تُولي المملكة العربية السعودية اهتمامًا كبيرًا بالحفاظ على تراثها الثقافي والحضاري، وتبذل جهودًا حثيثةً في هذا المجال، من خلال:
إنشاء الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني:
تهدف الهيئة إلى حماية المواقع الأثرية والتراثية، وتعزيز السياحة الثقافية، ونشر الوعي بأهمية التراث.
تسجيل المواقع الأثرية على قائمة التراث العالمي لليونسكو:
تسعى المملكة لتسجيل المزيد من المواقع الأثرية على قائمة التراث العالمي، وذلك للحفاظ عليها من الاندثار ونشرها عالميًا.
دعم الحرف والصناعات التقليدية:
تُقدم المملكة الدعم للحرفيين والحرفيات من خلال توفير التدريب والتأهيل، وتنظيم المعارض والفعاليات لتعريف الجمهور بمنتجاتهم.
تعزيز التعليم والتوعية:
تُركز المملكة على تعزيز التعليم والتوعية بأهمية التراث لدى الأجيال القادمة، من خلال المناهج الدراسية والبرامج التوعوية.