الأستاذ الدكتور عادل خميس – أستاذ النقد الحديث بجامعة الملك عبدالعزيز
لا تتوقّف جهود السعودية في المجال الثقافي ودعم المناخ الأدبي والفكري داخل وخارج السعودية وعن طريق إقامة شراكات مثمرة، وخلال الأيام الماضية، أطلق الأمير بدر بن عبدالله بن فرحان، وزير الثقافة السعودي رئيس مجلس أمناء مجمع الملك سلمان العالمي للغة العربية، برنامج شهر اللغة العربية في جمهورية الصين، الذي يمثّل خطوة جميلة وذكية من وزارة الثقافة التي عوّدتنا مؤخّراً على هذا النوع من المبادرات الرشيقة والمصمّمة باحترافية لاستغلال الثقافة كقوة ناعمة نغزو بها العالم، ونؤسّس ذاكرة الشعوب المختلفة بصورة ملؤها التسامُح والوسطية وقبول الآخر والترحيب به.
وتُشكّل اللغات وآدابها حقلاً مهماً وحيوياً دائماً، يمكن استغلاله لتعزيز التعاون بين الدول والثقافات، وبناء جسور ثقافية واجتماعية واقتصادية كذلك.
ومِن شأن هذا التعاون أن يُسهم في تعزيز حضور اللغة العربية في الثقافة الصينية التي تفتح أذرعها للعالم، وتبدي خلال الأعوام الأخيرة اهتماماً ملحوظاً بالثقافة العربية واللغة العربية، وهناك وفود من الطلاب الصينيين يحضرون للسعودية باستمرار.
وتنتشر الأقسام العربية في الجامعات الصينية، وهذا يدل على هذا الاهتمام والانفتاح الصيني.
وهكذا يكون شهر اللغة العربية في الصين “ضربة معلّم”، وخطوة إضافية في دعم العربية، والإفادة منها في تعزيز العلاقات الثقافية بين البلدين، وأتمنّى أن يكون البرنامج منوّعاَ ورشيقاَ، وألا يقتصر على المناسبات الرسمية والأكاديمية.
أتحدَّث هنا عن الفنون البصرية والألعاب والعروض المسرحية والفلكلورية الحية، والأفلام السينمائية، وغيرها، مما يمكن تقديم اللغة العربية عبرها، وأنا على ثقة أن المسؤولين عن البرنامج حريصون على استثمار هذه الأبعاد وغيرها في سبيل إنجاح المبادرة.