جدل كبير يُثار بشأن إمكانية ثأر إسرائيل من الهجوم الإيراني الأخير الذي استهدف أراضيها، عبر قصف المنشآت النووية الإيرانية.
تدخُّل أمريكا
يقول الدكتور هاني سليمان، الباحث في الشأن الإيراني والعلاقات الدولية، إن “الولايات المتحدة الأمريكية تضغط من أجل إبقاء الأمور عند هذا الحد، وعدم احتدام الصراع بين إسرائيل وإيران، خاصة أن بعد الرد الإيراني تحدّثت إيران عن أن الأمور الآن منتهية، في إشارة إلى أنها لن تقدِم على عمليات أخرى، وفي إطار أن واشنطن ترى أن الرد الإيراني لم يحدِث أي أثر أو أي خسائر على المستوى العسكري أو المستوى البشري داخل إسرائيل”.
ويُضيف هاني سليمان، في حديث خاص لـ”الوئام”: “لكن إسرائيل ترى أنه لا يجب أبدا أن تمر هذه الهجمة الإيرانية دون رد فعل، على اعتبار أنه قرار وتحوّل في قواعد الاشتباك، كما أنّ هناك ضغوطا ومحاولات أمريكية لتحويل الضربة الإسرائيلية لردود من خلال عمل غير عسكري أو متوسّط، مثل الهجمات الإلكترونية أو استهداف بعض منشآت الطاقة، كما حدث في السابق، وأعتقد أن هذا سيناريو مطروح وبقوّة داخل إسرائيل، على اعتبار أن نتنياهو أمر بتحديد أهداف بعض المنشآت العسكرية ومنشآت الطاقة والمنشآت النووية في الداخل الإيراني للاستعداد واتخاذ القرار المناسب للرد على هذا التصعيد الإيراني”.
ويُتابع الباحث في الشأن الإيراني: “واشنطن تحاول إقناع إسرائيل بعدم الرد، وعلى اعتبار أنها قد تأخذ فرصة دبلوماسية لمزيدٍ من الضغوط والقيود على الجانب الإيراني ودعوتها لمجموعة السبع الكبرى لاتخاذ إجراءات وقرارات ضاغطة على إيران وفرض عقوبات، واستعداد الخزانة الأمريكية لفرض عقوبات على 500 من المؤسسات والشخصيات الإيرانية، وتحريك جلسة مجلس الأمن للمزيد من الضغوط على إسرائيل، وربما تحريك الوكالة الدولية للطاقة الذرية للتفتيش مجددا ورقابة البرنامج النووي الإيراني”.
منشآت عسكرية إيرانية
ويوضّح سليمان: “ربما اتخاذ هجمات على منشآت عسكرية إيرانية في الداخل أعتقد أنه احتمال قوي للغاية وتكرّر في السابق، كما أن احتمال تكراره مرتفع الآن، خاصةً في ظل رغبة إسرائيل في الردع واتخاذ إجراء مؤلم نوعا ما في الجانب الإيراني، وقد يكون هجوما محتملا كما حدث في السابق منذ عامين باستهداف مركز الطاقة”.