غيّب الموت اليوم، الجمعة، الفنان المصري الكبير صلاح السعدني عن عمر يناهز 81 عاما، بعد صراع مع المرض.
وُلد السعدني في 23 أكتوبر 1943 بمحافظة المنوفية، ونشأ وسط أسرة محبة للثقافة. برزت موهبته الفنية منذ الصغر، فالتحق بكلية الزراعة، لكن شغفه بالتمثيل دفعه للانضمام إلى مسرح الكلية، حيث التقى بصديقه الممثل عادل إمام.
شارك السعدني في العديد من العروض المسرحية خلال دراسته الجامعية، وبعد تخرجه طرق أبواب الاستوديوهات بحثا عن فرصة للظهور على الشاشة. ابتسم له الحظ عندما التقى المخرج محمد فاضل، الذي رشحه للعمل في مسلسل “الضياع” عام 1960.
لم يحقق المسلسل النجاح المرجو، مما دفع السعدني للاعتزال لفترة قصيرة. لكن سرعان ما عاد إلى الساحة من خلال مسلسل “الضحية” عام 1964 للمخرج نور الدمرداش، والذي حقق نجاحا كبيرا شكل انطلاقة حقيقية لمسيرته الفنية.
توالت بعد ذلك أعمال السعدني الناجحة، لكن يظل مسلسل “أبنائي الأعزاء شكرا” عام 1979 للمخرج محمد فاضل، نقطة التحول الحقيقية في حياته، حيث حقق نجاحا كبيرا منحه لقب “العمدة”.
توهج نجم السعدني في فترة الثمانينيات، خاصة بعد مشاركته في بطولة مسلسل “ليالي الحلمية” للمخرج إسماعيل عبدالحافظ، حيث جسد شخصية “سليمان غانم” العمدة المحب لوطنه والساخر من كل شيء حوله.
لم يقتصر تألق السعدني على التلفزيون، بل شارك أيضا في بطولة العديد من الأفلام المهمة، منها: “العملاق”، “لعدم كفاية الأدلة”، “طالع النخل”، و”زمن حاتم زهران”.
واصل السعدني إبداعه خلال التسعينيات من خلال مسلسلات: “أرابيسك”، “قهوة المواردي”، “الحساب”، “درب ابن برقوق” و”الحلم الجنوبي”، و”ليل وخونة”، “درب الرهبة” و”تحت الصفر”.
بعد 4 عقود من التألق، غافل المرض جسد “العمدة” أثناء تصويره مسلسل “القاصرات” عام 2013، وأجبره على ملازمة الفراش والابتعاد عن الأضواء حتى وفاته اليوم عن عمر يناهز 81 عاما.