تتزايَد المخاوف عالمياً من اندلاع صراع واسع في الشرق الأوسط بين إيران وإسرائيل، بعد هجمات إيران التي تم تدمير 90٪ منها قبل الوصول لأهدافها، وسط وعود الحكومة ووزارة الدفاع الإسرائيلية بالرد.
وخلال الساعات الأخيرة، قال مصدر إسرائيلي إنه تم استهداف قاعدة عسكرية قريبة من موقع نووي إيراني بأصفهان، لتعلن الوكالة الدولية للطاقة الذرية عدم وقوع أضرار بالمواقع النووية الإيرانية التي تعرّضت لهجوم بمسيّرات صغيرة إسرائيلية، مشددةً على أن المنشآت النووية يجب ألا تكون هدفاً على الإطلاق في النزاعات العسكرية، والسؤال: هل تتطوَّر لجولات واسعة من المواجهة بين الدولتين؟ وهل سيكون هناك تحالف غربي ضد طهران؟.
يقول الدكتور حسين الديك، المحلل السياسي الفلسطيني، إن “الولايات المتحدة الأمريكية نجحت في استخدام نظرية الاحتواء المزدوج للتصعيد الإيراني والإسرائيلي في نفس الوقت، وقامت أمريكا وبريطانيا وفرنسا بتحييد وتدمير نحو 90% من هجمات المسيّرات الإيرانية في السماء، والتي أطلقت صوب أهداف إسرائيلية خلال الأيام الماضية، قبل أن تصل إلى الأهداف، وتكفّلت ‘القبة الحديدية’ و’مقلاع داوود’ ببقية الدرونز والصواريخ”.
ويُضيف حسين الديك، في حديث خاص لـ”الوئام”، أنّ “الصواريخ والطائرات من دون طيار الإيرانية، لم تكبّد إسرائيل أضراراً مادية واسعة، ولم تسفر عن خسائر بشرية، وبالتالي كان من الطبيعي أن تضغط إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، على رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، للتأني في الرد على إيران”.
ويوضّح المحلل السياسي الفلسطيني قائلاً: “الحكومة الإسرائيلية استفادت بشكل ما من تلك الضربات، كمبرر لجني استعطاف الرأي العام الدولي الساخط على حكومة نتنياهو، نتيجة ممارسات الجيش الإسرائيلي طوال الأشهر الستة الأخيرة في قطاع غزة وضد الفلسطينيين، فضلاً عن اتخاذ مجموعة السبع قرارات بفرض عقوبات على الجانب الإيراني”.
ويستكمل قائلاً إن “إسرائيل تمتلك إمبراطوريات إعلامية نشطة وناجحة في الغرب الأمريكي وأوروبا، وتستطيع أن توظف بمهارة الروايات الإسرائيلية لصالح نتنياهو وتحقيق أهدافه في غزة ومنطقة الشرق الأوسط، أيضاً امتدت الاستفادة الإسرائيلية من هجمات إيران على المستويين الرسمي والشعبي، لتصل إلى طور ‘الضحية’ في الشرق الأوسط، كونها تهاجم من إيران والحوثيين في اليمن ومن حزب الله في لبنان، مع الترويج أنها دولة سلام”.
ويرى الديك أنه “على المدى القريب قد لا يكون هناك رد إسرائيلي واسع، ربما على المدى البعيد يأتي الرد الكبير، ومن الممكن أن تتزايد العقوبات الاقتصادية على إيران في قادم الأيام، لكن أن يكون هناك تحالف دولي عسكري ضد طهران على غرار ما حدث ضد نظام صدام حسين في العراق، فهذا أمر مستبعد نتيجة تغيّر الأنظمة والسياسات الدولية في العالم حالياً عن مرحلة تسعينيات القرن الماضي”.