الدكتورة أسماء محمد سعد – استشارية الصحة النفسية والتربية الخاصة والاستشارات الأسرية
قد تتزامن مجموعة من العوامل النفسية والاجتماعية في وقت واحد لتصيب الإنسان بالأمراض النفسية والاضطرابات، ورغم قوّة تحمّل الفرد والقدرة على الصمود في وجه المصاعب، فإنّ الأشخاص الذين يتعرّضون لظروف شاقّة، مثل العنف والإعاقة والفقر وعدم المساواة، يبقون هم الأكثر عرضةً لخطر الاضطرابات مع مرور الوقت وتزايد الضغوط.
وتشمل عوامل الحماية والخطر، بعض العوامل النفسية والبيولوجية، مثل المهارات العاطفية والجينات، وتتأثّر العديد منها بالتغيّرات الطارئة على بنية الدماغ أو وظيفته.
وتبقى النظم الصحية وحدها غير كافية لسد احتياجات المصابين بالاضطرابات النفسية حتى الآن، كونها لا تزال تعاني نقصا كبيرا في الموارد، وما زالت أيضا الفجوة بين الحاجة إلى علاجات الاضطرابات النفسية وتوفيرها واسعة في كل أرجاء العالم؛ وحتى لو توفّرت مع الأسف تكون رديئة الجودة.
وعلى سبيل المثال، يحصل 29% فقط من المصابين بالذهان على الرعاية اللازمة، وثلث المصابين بالاكتئاب فقط يحصلون على خدمات الرعاية الصحية النفسية الرسمية، وهو أمر غير كافٍ.
كما يحتاج المصابون بالاضطرابات النفسية إلى دعم اجتماعي كبير؛ مثل إقامة وصون العلاقات الشخصية والأسرية والاجتماعية، فضلا عن حاجتهم للدعم بتوفير العديد من البرامج التعليمية الهادفة، والتمتّع بالعمل والإسكان والمشاركة في أنشطة هادفة أخرى.