عرّف الدكتور وليد السحيباني، استشاري الطب النفسي، الوسواس القهري بأنه مجموعة من الأعراض تتسم بأفكار أو خيالات ملحة تجاه أي عمل يقدم عليه.
وأوضح “السحيباني”، في لقاء ببرنامج “الشارع السعودي” على قناة “السعودية” اليوم الأحد، أن هذه الأفكار تترجم في أفعال الحرص الزائد وتكرار الفعل، مثلما يكرر المرء الوضوء اعتقادًا بأنه نسي غسيل يديه.
وأضاف “السحيباني” أن الأمراض النفسية كلها في الأصل أمراض عضوية، المنشأ فيها في جسم الإنسان، وكذلك الوسواس القهري منشأه عصبي في الدماغ، ذلك بالإضافة إلى أشياء أخرى نفسية.
كانت الحلقة استضافت “لولوة صالح” المصابة بالوسواس القهري التي شاركت قصتها وتجربتها مع المرض.
وأوضحت لولوة أن المرض كان يظهر عليها بشكل متقطع خلال حياتها اليومية، لكن تفاقمت معاناتها بعد أن أنجبت طفلها الأول قبل 20 سنة، حيث كانت تطمح في أن تكون أمًا مثالية له.
وعبّرت لولوة عن تجربتها خلال جائحة كورونا، حيث وصفت الفترة بأنها مريحة لها لعدم التزامها بالتفاصيل الاجتماعية.
وقد شدد “السحيباني” على ضرورة تفادي الانعزال وأثره السلبي على الصحة النفسية. وأكد أن نسبة التعافي من اضطراب الوسواس القهري تبلغ حوالي 70% من المرضى، وأن هذه النسبة قد تختلف حسب الحالات، حيث يحتاج بعض المرضى للتشافي بواسطة الأدوية، في حين يجد آخرون العلاج المعرفي السلوكي أكثر فاعلية.
ونوه الدكتور السحيباني إلى أهمية الإطلاع على تجارب المتشافين من اضطراب الوسواس القهري، مشيرًا إلى أن ذلك يمكن أن يكون مصدر إلهام وتحفيز للمرضى الذين يسعون للتعافي والمضي قدمًا. يعتبر إضطراب الوسواس القهري مشكلة نفسية تؤثر على حياة الأفراد بشكل كبير، لكن من خلال العلاج المناسب والدعم النفسي المناسب، يمكن للمرضى تحقيق التعافي والعيش بشكل أفضل.