الوئام – خاص
حذّر أعضاء مجلس الأمن الدولي من اتجاه الوضع في السودان نحو طريق مسدود وصراع طويل الأمد، يؤدي إلى انهيار السودان، وتطال تداعياته المنطقة ككل، وذلك في جلسة طارئة عقدت مؤخرا بنيويورك.
ناقوس الخطر
يقول محمد الأمين أبا زيد، المحلل السياسي السوداني، إن “مجلس الأمن دقّ ناقوس الخطر في السودان، حيث تمثّل المداولات التي عقدها المجلس في جلسته الطارئة الأخيرة، ناقوسا للخطر المحدق بالسودان وشعبه جرّاء الحرب الدائرة هناك منذ عام”.
ويُضيف محمد أبا زيد، في حديث خاص لـ”الوئام”، أنّ “المجلس نبّه إلى خطورة الأوضاع الأمنية التي تلقي بظلالها على المدنيين بشكل كبير، من خلال الانتهاكات المستمرة التي تطالهم من طرفَي الصراع، وتعرّض حياتهم للخطر، وتكمن هذه الكارثة في المعدلات العالية للوفيات وسط المدنيين التي اقتربت، حسب الإحصائيات، من الـ15 ألف شخص، وبلغت نسبة الجرحى أعدادا كثيرة، في ظل انعدام الدواء وتوقّف المشافي عن العمل”.
ويتابع السياسي السوداني: “على صعيد الوضع الإنساني الكارثي، نبَّه المتحدّثون لخطورة الأوضاع الإنسانية التي يتعرّض لها الشعب السوداني، والمتمثّلة في النقص الحاد في المؤن الغذائية وانعدام مقوّمات الحياة وسُبل العيش، الأمر الذي يهدّد ما يقدّر بـ18 مليون مواطن سوداني بخطر المجاعة، وتشريد ما لا يقل عن 8 ملايين سوداني بفعل النزوح واللجوء”.
ويوضّح أبا زيد أن “تثمين مجلس الأمن ودعمه لمؤتمر باريس حول القضايا الإنسانية، كان يستوجب بالمقابل دعوة لمنظمات الأمم المتحدة المتخصّصة بتكثيف دورها وجهدها لمواجهة المخاطر الإنسانية التي تواجه شعب السودان”.
ويستطرد السياسي السوداني أنّ “إشارة مجلس الأمن إلى أن السودان يسير في طريق مسدود، تستوجب على المجلس اتخاذ إجراءات أكثر صرامة ومسؤولية، تُجبر طرفَي الصراع على الامتثال الفوري لوقف العمليات الحربية والجلوس إلى طاولة المفاوضات، لإنقاذ شعب السودان وإبعاده عن شبح التقسيم والانهيار، لما يمثّله هذا التطوّر من تهديد مباشر للسلم والأمن الدوليين على المحيط القاري والإقليمي والدولي للسودان”.
خُطى ضعيفة
يشدد أبا زيد، على أن “تعاطي مجلس الأمن الدولي مع ملف الحرب في السودان يسير بخطى ضعيفة ومخيّبة لآمال السودانيين المتطلعين لدور دولي أكبر مما هو قائم الآن في دق ناقوس الخطر والالتفات الجدي لمعاناة السودانيين الواقعين بين مطرقة وسندان الصراع”.