د. سالم اليامي
مستشار سابق بوزار الخارجية، كاتب وباحث في العلاقات الدولية. كاتب رأي في الصحافة الوطنية منذ 2012.
في اللغة العربية لدينا وزن للكلمات والأفعال يكون في الغالب مساعد للسامع على الفهم ومتصاعد في ذات الوقت من قدرة المتحدث أو الكاتب في وضوح معناه، وتحديد مرادة ، من الأوزان المعروفة في اللغة العربية وزن تفاعل مثل تكاذب وتلاعب ومن الغريب أن يجتمع معنى مفردتين ليبين لنا معنى مفردة ثالثة هي التحارب. وأزعم إن التحارب تعني لعب وكذب اجتماعا وقررت دول اقليمية أن تمارسها بطريقة مكشوفة أقصد حركة الاتفاقات بين إيران وإسرائيل على الضربات والضربات المضادة البداية كانت يوم الأول من شهر أبريل ٢٠٢٤ عندما قصفت قوات الدفاع الجوي الإسرائيلية مقر القنصلية الإيرانية وبعض المباني التابعة للقنصلية وراح ضحية هذه العملية سبعة من قادة الحرس الثوري بينهم قائد يوصف بأنه كبير حيث هو مسئول الحرس الثوري الإيراني السيئ الذكر في سوريا ولبنان والعراق ومنذ اللحظة الأولي سعى الجانب الإيراني التصعيد في القول وفي تصريحات المسئولين في المواقع السياسية والدينية فضلا عن قيادات الحرس الثوري ، المجتع الدولى استشعر خطورة كبيرة من الخطوة الاسرائيلية كونها تخالف كل الأعراف والتقاليد وتعتدي على مواقع تتمتع بحصانة وحماية قانونية دولية ولكن وجهة النظر الإسرائيلية تذهب إلى ماهو ابعد من ذلك حيث تقدر بأن إيران تستغل المقرات الدبلوماسية للقيام بأنشطة عسكرية توسعية ، وهذا الزمر معروف عن الدبلوماسية الإيرانية التي هي في الاصل حرس ثوري ببدل مدنية وربطات عنق فاخرة. ثم أن الرسالة الاسرائيلية كانت واضحة لريران وهم أنه سيتم القضاء على زي نشاط عسكري إيراني في سوريا خاصة رذا كان موجه ضد إسرائيل وذو صلة بالقضية الفلسطينية ويتعلق بروابط إيران مع الفصائل والمنظمات الفلسطينية خاصة بعد أحداث السابع من أكتوبر ٢٠٢٣ . الضربة الإيرانية لإسرائيل جاءت منزوعة الدسم وتجسد معنى التحارب وليس معنى الحرب حتى أن بعض الخبراء العسكريين أكدوا أن عشرات من الصواريخ التي وجهت لإسرائيل لم يصل لصحراء النقب منها إلا أقل من عشرة صواريخ ويقال زن هذه الصواريخ كانت بدون رؤوس حربية يعني تحارب على المكشوف كما يقولون. الرد الإسرائيلي والذي يعتبر المشهد الثالث من مسرحية التحارب علقت عليه جهات إيرانية فور حدوثه صباح الجمعة ١٩ ابريل ٢٠٢٤ ومنها وزير الخارجية الإيراني الذي كتب على حسابه في توتر سابقاً أن إيران سترد بقوة على الهجوم الإسرائيلي وبعد ساعات أزيلت تغريدة الوزير وانقلب الخطاب الإيراني للتشكيك في حدوث عدوان من قبل إسرائيل. السؤال هنا ما الثمن الذي قبضه الإيرانيون من أمريكا بالدرجة الأولى، وماهي الانعكاسات السلبية على مايحدث للفلسطينيين في غزة من تجويع وحصار، وكيف سينعكس كل ذلك على هجوم رفح الوشيك الذي تقول التقديرات بأنه قد يعرض حياة مليون ونصف إنسان للخطر الحقيقي . المنطقة ملتهبة وعمليات التحارب تزيدها التهاباً مع شديد الأسف.