الدكتور محمد عبدالرحمن العسكري – أخصائي التخاطُب وتعديل السلوك
إذا كنت أما أو أبا لطفل مصاب بالتوحّد، فمِن المهم أن تتعرّف على اضطراب طيف التوحد، وأن تناقش مع طبيب طفلك أي إحباطات لديك بشأن التعامل مع أعراض طفلك الصغير، لا سيما أنّ العقاب الجسدي وتوبيخ الأطفال غير المصابين بالتوحّد أمر ضار وغير فعّال، وفقا لجمعية علم النفس الأمريكية.
وبالنسبة إلى الأطفال الذين تم تشخيص إصابتهم بالتوحّد، فإنّ الارتباك والضّرر المحتمل الناتج عن “العقاب” على أعراض التوحّد لديهم، يمكن أن يكون أسوأ؛ مثال على ذلك: العديد من الأطفال المصابين بالتوحّد لديهم حساسية غير عادية للأصوات العالية النبرة أو اللمس والأضواء الوامضة والمجموعات الكبيرة.
ولهذا السبب يُشير معهد أبحاث التوحد إلى أن الطفل المصاب بالتوحد، والذي يبدو أنه نوبة غضب في متجر مزدحم أو في بيئة صاخبة أخرى، من المحتمل أن يعاني من الحمل الحسّي الزائد الشديد، كما أن معاقبة طفلك لن “تصحح” سلوك التوحد مثل هذا، أو أي سلوك آخر، لأن السلوك له أساس عصبي.
وتلاحظ عالمة النفس ستيفاني ويبر، من مركز كيلي أوليري لاضطرابات طيف التوحّد في المركز الطبي لمستشفى سينسيناتي للأطفال، أنّ بعض آباء الأطفال المصابين بالتوحّد يستخدمون التأديب الجسدي كعقابٍ لمحاولة إيقاف السلوك غير المرغوب فيه بسرعة.
وتُشير ويبر إلى أن الطفل المصاب بالتوحد قد لا يفهم عندما يطلب أحد الوالدين مطالب معينة، مثل “لا تفعل ذلك!”، ومن المحتمل ألا يفهم الطفل سبب تعرّضه للضرب لعدم طاعته، بالإضافة إلى ذلك، كما تشرح ويبر، فإن الضرب أو بعض أنواع العقوبة البدنية الأخرى لا تفعل شيئا لتعليم الطفل المصاب بالتوحد كيفية التصرّف.
لذا، فهو ليس حلا طويل الأمد، ومعاقبة طفلك لن “تصحح” سلوك التوحّد.
وتؤكّد ويبر أن الأطفال بشكل عام يتعلّمون السلوك من خلال الطريقة التي يتم بها “صياغته”. إذا كنت تستخدم الصفع أو أي عقوبة جسدية أخرى، على سبيل المثال، فأنت تمثّل أنه من المقبول لطفلك أن يضرب الآخرين جسديا أو يضرب نفسه أو نفسها.