الوئام- خاص
تتزايَد الضغوط الداخلية والخارجية على الحكومة الإسرائيلية برئاسة بنيامين نتنياهو، وجاءت استقالة الجنرال أهارون هاليفا، رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية، مِن منصبه، بعدما أعلن تحمُّله مسؤولية أحداث 7 أكتوبر الماضي.
يقول الدكتور محمد هندام، أستاذ الدراسات الإسرائيلية بجامعة المنصورة المصرية، إنه “خلال الأيام الماضية، أُثير جدل كبير بعد إعلان الإدارة الأمريكية نيّتها توقيع عقوبات على كتيبة ’نيتساح يهودا’ التي تُنفّذ عمليات عسكرية في الضفة الغربية المحتلة، لأنّها تخترق معايير القانون الدولي في الحرب، وتقوم بانتهاكات ضد الفلسطينيين، وهذا ما يُلقي بأثره على قيادة الجيش الإسرائيلي، التي لا تستطيع كبح الفرقة العسكرية ’المتشدِّدة دينيا’، عن ارتكاب جرائم حرب في الضفة الغربية، ولها سوابق عدّة؛ منها قتل فلسطيني يحمل جنسية أمريكية في 2022″.
ويتابع محمد هندام، في حديث خاص لـ”الوئام”: “في المقابل، أعلن اللواء أهارون هاليفا، رئيس شُعبة الاستخبارات العسكرية بالجيش الإسرائيلي (أمان)، استقالته من منصبه، وجاءت الاستقالة مصحوبة بتصريحه بأنَّ ’الأسوأ لم يأتِ بعد’، ثمَّ أعلن الجنرال يهودا فوكس، قائد القيادة المركزية في الجيش الإسرائيلي، نيّته الاستقالة في أغسطس، بينما يُتوقَّع أن يُعلن المزيد من قادة الجيش استقالاتهم خلال الأيام المقبلة وبعد عيد الفصح اليهودي”.
ويُوضّح الباحث المتخصّص وأستاذ الدراسات الإسرائيلية: “تأتي استقالة قيادات الجيش اعترافا بالإخفاق الكبير في توقُّع هجوم ’حماس’ في 7 أكتوبر وصدّه، فشُعبة المخابرات العسكرية (أمان) هي المسؤولة عن رصد تحرّكات ما تُسمِّيه ’العدو’، وتحليل المعلومات الاستخباراتية، والتحذير قبل وقوع هجوم”.
ويرى هندام أنَّ “استقالة أهارون هاليفا ويهودا فوكس تأتي اعتراضا على سوء إدارة الحرب من قِبل حكومة نتنياهو، الذي يتضح أنه مُستمر في هذه الحرب فقط لأسباب شخصية تخصّ المحافظة على بقائه”.
محمد هندام يُتابع: “استقالة هاليفا منطقية، وربما تأخَّرت، وما أخّرها هو رفض قيادات الجيش لاستقالات المسؤولين العسكريين في هذا الوقت، خشية أن يتسلّل المتشدّدون من الموالين لنتنياهو إلى المناصب في قيادة الجيش”.
ويستطرد أستاذ الدراسات الإسرائيلية قائلا: “الإخفاق الكبير في الجيش الإسرائيلي هو إخفاق سياسي في المقام الأوّل، نتيجة سياسة حكومة نتنياهو، باعتماده على المد اليميني الحريدي، ورفضه تحمُّل مسؤولية ما حدث، اعتقادا منه أنه سيهرب من المحاكمة، لكن الموقف يشي بمزيدٍ مِن الاستقالات في صفوف الجيش، وربما استقالات من مجلس الحرب نفسه، بعد تزايُد الخلافات بين الثنائي بيني جانتس وجادي أيزنكوت من جانب، وبينهما وبين نتنياهو نفسه من جانب آخر”.