يحتفل المجتمع الدولي باليوم العالمي للملاريا في الخامس والعشرين من أبريل من كل عام، بهدف زيادة الوعي بالمرض الفتاك وتسليط الضوء على الجهود المبذولة للحد منه والقضاء عليه تمامًا.
وفي هذا التقرير سنتناول تعريفًا شاملاً بمرض الملاريا وأسبابه والجهود الدولية لمكافحة المرض، بالإضافة إلى تسليط الضوء على العلاقة الوثيقة بين التغير المناخي وتفشي مرض الملاريا.
مرض الملاريا:
الملاريا هي مرض معد ينتقل للإنسان عبر لدغات أنثى البعوض المصابة بطفيليات الأوالي المسببة للمرض.
وتؤدي هذه الطفيليات إلى ظهور أعراض الحمى والقشعريرة وأعراض مرضية أخرى لدى المصابين بها.
وينتشر المرض بشكل أساسي في المناطق الاستوائية وشبه الاستوائية، وخاصة في القارة الأفريقية وبعض أجزاء آسيا وأمريكا الجنوبية.
أسباب انتشار مرض الملاريا:
تعد العوامل البيئية والمناخية إحدى الأسباب الرئيسية لانتشار مرض الملاريا، حيث تساهم درجات الحرارة المرتفعة والرطوبة العالية وتغيرات الأحوال الجوية في تفشي المرض وزيادة عدد حالات الإصابة به.
كما يلعب الفقر وعدم توفر الرعاية الصحية الصرف الصحي دورًا كبيرًا في انتشار المرض، حيث يضطر الناس للعيش في أماكن غير آمنة وصحية تزيد من فرص التعرض للدغات البعوض والإصابة بالمرض.
فيما يلي بعض الإحصائيات المهمة حول مرض الملاريا:
معدل الانتشار:
وفقًا لمنظمة الصحة العالمية (WHO) ، تُصيب الملاريا ما يقرب من 1949 حالة لكل 100 ألف شخص في جميع أنحاء العالم.
الأطفال هم الأكثر تأثراً:
تشكل نسبة 80% من إجمالي حالات الإصابة بالملاريا في العالم، ويكون الأطفال تحت سن الخامسة الأكثر عرضة للإصابة بالمرض.
أكثر البلدان تأثرًا:
تعتبر الدول الأفريقية جنوب الصحراء الكبرى الأكثر تضررًا من مرض الملاريا ، حيث تسجل حوالي 92% من إجمالي الحالات الجديدة في عام 2019.
ويعد مرض الملاريا السبب الرئيسي لوفيات الأطفال دون سن الخامسة في أفريقيا وجنوب شرق آسيا ، ويساهم في حدوث ما يقرب من 1.5 مليون وفاة سنويًا.
الانتقال عن طريق البعوض:
تنتشر طفيليات الملاريا إلى الإنسان من خلال لدغة إناث البعوض المصابة. ينقل البعوض المصاب الطفيل من شخص لآخر عندما يعضهم.
الأدوية المضادة للملاريا:
تتوفر أدوية فعالة لعلاج الملاريا والوقاية منها. ويتم توفير هذه الأدوية من قبل الحكومات والمنظمات الدولية ومقدمي الرعاية الصحية للمرضى الذين يعانون من المرض.
جهود الوقاية:
تشمل إجراءات الوقاية توزيع الناموسيات المعالجة بمبيدات الحشرات ورش المبيدات الحشرية في الأماكن المغلقة واستخدام الملابس المعالجة بمبيدات الحشرات.
الجهود الدولية لمكافحة مرض الملاريا:
تبذل المنظمات الدولية والحكومات المحلية جهودا حثيثة للتصدي لمرض الملاريا والحد من انتشاره، وتشمل تلك الجهود عدة مجالات رئيسية، بما في ذلك التشخيص المبكر والعلاج الفعال وتوزيع الناموسيات المشبعة بالمبيدات الحشرية والقضاء على مواقع تكاثر البعوض في المياه الراكدة.
كما تقوم منظمة الصحة العالمية (WHO) بالتعاون مع شركاء دوليين وحكومات وطنية بتنفيذ برامج مكافحة الملاريا ونقل التقنيات الحديثة وأفضل الممارسات والتجارب الناجحة للدول المتأثرة بالمرض.
وقد نجحت هذه البرامج بالفعل في خفض معدلات الوفيات الناجمة عن الإصابة بالملاريا بنسبة كبيرة على مستوى العالم.
علاقة تغير المناخ بتفشي مرض الملاريا:
ترتبط التغيرات المناخية التي يشهدها الكوكب ارتباطًا وثيقًا بتفشي مرض الملاريا، فالتقلبات والتغيرات المناخية غير المنتظمة تؤدي إلى ارتفاع درجات الحرارة وتغيير أنماط هطول الأمطار، مما يخلق ظروفًا ملائمة لتكاثر البعوض الناقل للطفيليات المسببة للمرض.
وقد أظهرت الدراسات العلمية أنه مع ارتفاع درجات الحرارة وتغير النظم الإيكولوجية، يتحرك البعوض إلى مناطق جديدة لم يكن موجودا فيها سابقا، وبالتالي ترتفع مخاطر انتقال العدوى وانتشار المرض في تلك المناطق.
وبالإضافة إلى ذلك، فإن تغيرات المناخ تؤثر على دورة حياة البعوض وتؤثر على تكاثره وانتقاله من مرحلة اليرقات إلى المرحلة البالغة.