يُواجِه النازحون السودانيون كارثة صحية ونقص المياه والطعام، جرّاء الحرب المستمرّة لأكثر من عام بين الجيش وقوات الدعم السريع، ومع اقتراب الموعد المحتمل لاستئناف مفاوضات منبر جدة بين الجيش و”الدعم السريع” لوقف الحرب المستمرة منذ منتصف أبريل 2023، تبرز تساؤلات مهمة عن الأولويات التي يحتاج إليها السودان حالياً، في ظل تعقّد المشهد السياسي وأطر الحل.
يقول السماني عوض الله، المحلل السياسي السوداني، إن “الأولوية القصوى التي يحتاج إليها السودان وشعبه الآن، ليست العمل على وقف الحرب، في ظلّ تشبّث كل طرفٍ بمواقفه واشتراطاته، وإنما المهم وجود آليات لدخول المساعدات وفتح المسارات الإنسانية لإيصال الغذاء والدواء”.
ويُضيف السماني عوض الله، في حديث خاص لـ”الوئام”، أن “منبر جدة كان الفرصة الأقرب حتى الآن للوصول إلى حل ينهي أزمة السودان، لولا عدم التزام الدعم السريع بالمبادئ التي أقرّت في جدة، مايو الماضي، وبالتالي مع استمرار الحرب وما خلفته من آثار صعبة على المواطن السوداني، صحياً واجتماعياً واقتصادياً وسياسياً، بات من المهم وصول المساعدات طمعاً في وجود حل سياسي قريب”.
ويوضّح السماني أنّ “الجيش السوداني ينتوي تسليم السلطة إلى قوى مدنية منتخبة، لكن ليس قبل وجود مناخ سياسي حقيقي، وحال استئناف محادثات منبر جدة لا بد من وجود آلية لمراقبة ما يتم الاتفاق عليه بين الطرفين وآلية ضغط إقليمية ودولية، تسمح بتنفيذ كل نقاط الاتفاق بين الجيش والدعم السريع”.