لا تزال الحرب مستعرة في جنوب لبنان وسط تطورات متتالية، حيث أعلنت إسرائيل أن قواتها تُنفذ “عملية هجومية” في جنوب لبنان مؤكدة قصف 40 هدفاً لبنانياً في المنطقة، رغم المساعي الدولية لإنهاء تلك الحرب.
أهوال الحرب الشاملة
وقال محمد الرز المحلل السياسي اللبناني، إن هذه التطورات تأتي رغم المساعي السياسية والدبلوماسية التي تتواصل لتجنيب لبنان أهوال الحرب الشاملة، انطلاقاً من تطبيق القرار الأممي رقم 1701، وفي هذا المجال يأتي اجتماع باريس بحضور قائد الجيش اللبناني ورئيس أركان الجيوش الفرنسية وزميله الإيطالي ورئيس حكومة تصريف الأعمال في لبنان نجيب ميقاتي حيث بحث المجتمعون في أمرين أولهما مساعدة الجيش اللبناني بالسلاح وبالأموال اللازمة لتطويع 10 آلاف جندي بما يمكّن الجيش من توسيع انتشاره على الحدود الجنوبية مع فلسطين المحتلة.
وأضاف “الرز” في تصريحات خاصة لـ”الوئام”، أن ذلك يأتي مع إطلاق مساع فرنسية لإقناع حزب الله بالانسحاب الجزئي شمالاً بما يتيح عودة التنقيب عن النفط في المنطقة 23، والتوافق معه على انتخاب رئيس للجمهورية اللبنانية، ثم تتم عملية ترسيم الحدود البرية بين لبنان وفلسطين المحتلة أسوة بالترسيم البحري الذي تم إنجازه.
وتابع السياسي اللبناني: “وهنا يطرح السؤال هل ستقبل الحكومة الإسرائيلية المتطرفة هذا المشروع الفرنسي الذي لقي الضوء الأخضر من أمريكا أم ستنفذ خطتها لمواجهة حزب الله مع كل ما تحمله من تداعيات؟ وهل سيقبل الحزب مغادرة منطق وحدة الساحات والذهاب إلى تسوية شاملة؟ السؤال الأخير يقودنا إلى التطور الثالث المهم أيضاً وهو تصميم إيران على عدم توسيع الحرب مع الكيان الإسرائيلي، وعلى الرغم من التهديدات المتبادلة بين طهران وتل أبيب، إلا أنهما تقاطعتا بالاتفاق غير المباشر على ضربتين محدودتين بخسائر باهتة واختارتا الابتعاد عن شر القتال”.
تكثيف مشاريع التهدئة
واستكمل “الرز” حديثه وقال: “فيما تتجه إيران والولايات المتحدة نحو التفاوض حول الملف النووي، فهل سينعكس ذلك على أذرع إيران في المنطقة وفي مقدمتها حزب الله؟ وهل انشغال إسرائيل بالضفة الغربية ومدينة رفح سوف يوفر مناسبة لتكثيف مشاريع التهدئة على ساحة الجنوب اللبناني ؟ وأجاب بالقول: بعد شهر يونيو المقبل تظهر صورة الأوضاع واتجاهات الرياح الصيفية”.