الوئام – خاص
تتزايَد التنديدات الدولية بالحرب في السودان، حيث دعا أنطونيو غوتيريش، الأمين العام للأمم المتحدة، الأطراف المتصارعة إلى “الامتناع عن القتال”، بعدما عبّرت الخارجية الأمريكية عن مخاوف من هجوم وشيك في مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور في السودان وحيث تتركّز المساعدات الإنسانية.
يقول محمد الأمين أبا زيد، المحلل السياسي السوداني، إن “مدينة الفاشر تعدّ أكبر المدن في إقليم دارفور وعاصمة ولاية شمال دارفور، وتنعم بالأمان منذ انفجار الحرب، وهي آخر معاقل الجيش السوداني بعد أن سقطت كل حاميات الإقليم العسكرية في يد قوات الدعم السريع تباعا، وآخرها مدينة مليط”.
ويضيف أبا زيد، في حديث خاص لـ”الوئام”، أن “مدينة الفاشر تعدّ مركزا لوجستيا مهما كمركز للإغاثة وأكبر فرق الجيش ولاعتبارات تاريخية للمدينة، باعتبارها مركز سلطنة دارفور التاريخية وكعاصمة لإقليم دارفور الموحد قبل تقسيمه لخمس ولايات”.
ويُتابع السياسي السوداني: “ظلّت قوات الدعم السريع تضرب حصارا على محيط المدينة من كل الجوانب منذ عدة أسابيع، تمهيدا للهجوم عليها والذي بات وشيكا وفق التقارير الواردة التي تشير إلى خلو الأحياء الشرقية والشمالية من السكان، وظهور حركة نزوح كبيرة خارج المدينة التي كانت ملاذا للفارين من جحيم الحرب من ولايات دارفور الأخرى بعد سقوط مراكزها في يد قوات الدعم السريع”.
ويستكمل أبا زيد: “تتعالى التحذيرات من غوتيريش ومن أمريكا لطرفَي الصراع بالامتناع عن القتال وعدم مهاجمة المدينة الآمنة، نظرا للوضع الإنساني الكارثي الذي يعانيه السكان من انعدام مقومات الحياة ونقص الغذاء والدواء بما ينذر بمجاعة وشيكة”.
ويختتم أبا زيد حديثه قائلا: “في ضوء هذه الظروف الصعبة، سيكون الهجوم على المدينة بمثابة انفجار كبير، وله تأثيره على مستقبل الإقليم وعلى مسارات الحرب والتفاوض، الأمر الذي سيجعل معركة الفاشر معركة فاصلة ومحورية ومكلّفة وذات آثار كبيرة”.