يمثل بيان الرياض الصادر عن اجتماع اللجنة العربية الإسلامية ووزراء خارجية وممثلي الدول الأوروبية، مؤخرًا جرس إنذار أخير للعالم لتحذيره من مغبة غض الطرف عن الجرائم الإسرائيلية في قطاع غزه وإيقاظ العالم من سباته العميق وتجاهله للدعوات المتكررة لحل القضية الفلسطينية وفق المبادرة العربية والقرارات الدولية.
لقد أخذت السعودية على عاتقها قبل عقود تقديم مبادرة شامل لحل القضية الفلسطينية بشكل عادل يسمح بقيام دولة فلسطينية مستقلة على حدود 1967م وعاصمتها القدس الشرقية كحل نهائي ودائم لهذه الأزمة التي تعرقل التنمية في المنطقة وهذا النهج السعودي ليس وليد اللحظة ولا مرتبطا بالمبادرة العربية لكنه امتداد للموقف السعودي التاريخي منذ عهد الملك عبدالعزيز.
لقد تمكنت السعودية من العمل على تشكيل وبلورة موقف دولي رافض للحرب في قطاع غزة وداعم لحل الدولتين حيث حدثت تغيرات في مواقف العديد من الدول الأوروبية تجاه تبني الرؤية السعودية للحل وكذلك بدأت مكونات المجتمع المدني تتحرك في أوروبا وأمريكا لتطالب بوقف الحرب والاعتراف بدولة فلسطين المستقلة.
كما تبنى بيان الرياض الدعوة إلى مسار سياسي فلسطيني – إسرائيلي مع التأكيد على أهمية دعم الحكومة الفلسطينية الجديدة والحفاظ على وحدة الأراضي الفلسطينية من خلال منظومة واحدة للحكم تعبر عن طموحات الشعب الفلسطيني وتتولى إدارة البلاد بالكامل.
إن مضامين بيان الرياض وصلت إلى كافة دول العالم وتلقفتها منظمات المجتمع المدني باعتبارها تمثل الحل الآني للأزمة الفلسطينية والكرة الآن في ملعب المجتمع الدولي هل يلبي نداء الرياض أم يصم آذانه ويواصل تجاهل العواقب الوخيمة لهذا الصمت والخذلان.