تتوالى الجهود الإقليمية والدولية لإقرار هدنة في قطاع غزة الذي يتعرَّض لحرب إسرائيلية للشهر السابع على التوالي دون توقّف، ما خلّف عشرات الآلاف من الضحايا والجرحى، فهل تكون الهدنة نهاية المطاف وتمثل بداية الحل للقضية الفلسطينية؟
يقول الدكتور حسن مرهج، الباحث الفلسطيني والمحاضر في كلية الجليل بالناصرة: “بصرف النظر عن طبيعة هذه الحرب ومسارها وإلى أين يمكن أن تصل، وبعيداً عن السجالات السياسية ومصالح كل طرف، فإنَّ الهدنة وتوقّف الحرب بات مطلباً إنسانياً وضرورياً لكل الأطراف؛ وفي السياق الإقليمي والدولي، فإن وقف الحرب يعد فرصة لمراجعة الحسابات، وتقييم الاستراتيجيات لكل طرف أيضاً، سواء في داخل فلسطين أو لدى الأطراف والقوى الإقليمية والدولية”.
ويضيف حسن مرهج، في حديث خاص لـ”الوئام”: “لا يزال البحث عن محددات لإقرار هدنة طويلة الأمد وإيقاف الحرب مستمراً، إذ إنّ كل التطوّرات والمتغيّرات تفترض مقاربة منطقية تعتمد على الواقعية السياسية، ونتيجة لذلك يمكن القول بأن إقرار الهدنة قد يكون أمراً صعب المنال، فلا ’حماس’ بصدد تقديم أي تنازلات، وكذلك إسرائيل تبحث عن نصر يُحقّق لها غايات سياسية وعسكرية، وتُعيد ترميم صورتها التي اهتزّت منذ السابع من أكتوبر الماضي”.
ويوضّح الأكاديمي الفلسطيني: “ثمّة تعقيدات تُظلل مسار المفاوضات، هذه التعقيدات وإن لم تظهر للإعلام بشكل مباشر، إلا أنه مِن الواضح أنّ هناك تعقيدات تمنع التوصّل لاتفاق حول وقف إطلاق النار وإقرار هدنة، إذ إنّ الدول راعية المفاوضات وصلت إلى طريق مسدود، فهي غير قادرة على إقناع “حماس” بضرورة تغيّر الموقف أو تغيير مطالبها، وعلى الجانب الآخر، فإنّ إسرائيل تستمر في الحرب مدعومة من قِبل الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، وبالتالي فإن الضغوط التي تمارس على ’حماس’ وإسرائيل لا تجد فاعلية وتأثيراً يحقّق معادلة ترضي جميع الأطراف”.
ويتابع مرهج: “حتى الآن، لم يتم التوصّل لاتفاق رسمي بشأن هدنة دائمة في قطاع غزة، إذ تجري محادثات بين الجانبين المتصارعين ووسطاء دوليين للتوصّل إلى وقف لإطلاق النار وتحسين الوضع الإنساني في القطاع، ومع ذلك، لا يزال الوضع مُتقلّبا، وقد تستمر التصعيدات العسكرية حتى يتم التوصل لاتفاق نهائي”.
ويُشير المحاضر في كلية الجليل بالناصرة إلى أنَّ “الأمر المهم الذي لا بد مِن التنبيه إليه، أنه حتى لو أُقرَّت الهدنة ووقف إطلاق النار، فإنَّ ذلك يعتمد على عدة عوامل؛ مثل التزام كلا الطرفين بالاتفاقات وعدم تصاعُد التوترات والاشتباكات، والأهم في هذا الإطار، مواصلة الجهود الدولية للحفاظ على الهدنة وإيجاد حل سياسي مستدام للقضية الفلسطينية”.