رحل عن عالمنا يوم أمس الأمير الشاعر بدر بن عبدالمحسن بن عبدالعزيز آل سعود، رائد المدرسة الحديثة في الشعر السعودي بعد رحلة طويلة من العطاء أثرى خلالها ذاكرة الشعر العربي بالعديد من القصائد والدواوين الشعرية التي مثلت علامة فارقة في مسيرة الأدب السعودي ونقل القصيدة السعودية إلى مرحلة جديدة من الإبداع.
ويعد الأمير الشاعر بدر بن عبدالمحسن -رحمه الله- ظاهرة شعرية لن تتكرر، ونموذج نادر في الشعر السعودي استطاع أن يتعامل مع جميع أنواع الشعر والفنون في نفس الوقت وكان يعطي القصيدة وقتها وحقها ولم يركن يومًا إلى أن اسمه سيشفع له وأنه سيكون بعيدًا عن النقد فكان يمنح القصيدة كل الاهتمام سواء كانت قصائد وطنية في المناسبات المختلفة أو غيرها من القصائد حتى صار صاحب مدرسة شعرية فريدة.
لقد وهب الله سبحانه وتعالى الأمير البدر موهبة الشعر وتمكن من كسب قلوب الناس بإحساسه المرهف وكلماته البسيطة التي شقت طريقها إلى قلوب المتابعين ليس في السعودية فقط بل في العالم العربي، حيث كان يعبر عن هموم المواطن العربي بشكل خاص، وترك سيرة عطرة خالدة على مر الزمن.
لقد رحل مهندس الكلمة الذي كان بدر أشعاره يضيء عالمنا على مدار نصف قرن.. رحل بعد رحلة زاخرة بالعطاء والإبداع، وإن كان رحل بجسده إلا أنه سيظل خالدًا في ذاكرة الشعب السعودي والشعب العربي” ولسوف يخلد ذكره وعطاءه ما نام ليل واستفاق نهار”.