الوئام – خاص
تتواصَل جهود السعودية في دعم السودان، ويظهر ذلك جليّا منذ اندلاع الحرب بين الجيش السوداني وقوات الدّعم السريع، عبر العمل على إنهائها مِن خلال منبر جدة.
وشدَّد الأمير فيصل بن فرحان، وزير الخارجية، على أهميّة وحدة السودان وسيادته وضرورة الحفاظ على مؤسسات الدولة، لتتمكَّن مِن ممارسة دورها وحفظ مُقدّرات الشعب السوداني الشقيق، وتجنيبه نزاعات تقوده نحو مستقبل مُظلم.
مِن جانبه، يقول محمد الأمين أبا زيد، المحلل السياسي السوداني، إنّ “السعودية تنطلق في نظرتها وتفاعلها مع قضايا السودان، مِن خلال بُعد تاريخي للعلاقة بين البلدين الشقيقين، وأبعاد أخرى إقليمية ودولية، والمُتتبِّع لتطوّر العلاقات السودانية السعودية يلحظ الاهتمام الكبير الذي تُوليه السعودية للسودان في سياستها الخارجية”.
ويُضيف أبا زيد، في حديث خاص لـ”الوئام”، أنَّ “الدّعم الذي ظلَّت تُقدِّمه السعودية للسودان كان على مسارين؛ مسار إنساني يتعلّق بوقوف السعودية على الدوام مع شعب السودان في كلّ الظروف والكوارث الإنسانية من فيضانات وسيول وكوارث صحيّة عديدة، ومسار سياسي ينطلق من الاهتمام بوحدة السودان أرضا وشعبا، وأهمية الحفاظ على كيان الدولة ومؤسساتها، وهذا ما ظلّت تعمل عليه السعودية عبر كل الحقب”.
ويُتابع السياسي السوداني: “الحرب الدائرة رحاها الآن في السودان عزّزت هذا الدور بشكل كبير، وبرز ذلك مِن خلال تأسيس السعودية لمنبر جدة التفاوضي في مايو الماضي، بعد مضي شهر من نشوب الحرب، الأمر الذي يُؤكّد اهتمام السعودية الكبير للسودان والعمل على دفع طرفَي الحرب لوقفها وتجنيب البلاد آثارها الكارثية”.
ويستكمل أبا زيد: “الثقل النوعي الإقليمي والدولي الذي تتمتّع به السعودية، بالإضافة إلى نظرتها المتوازنة لطرفَي الحرب وبُعدها عن دعم أطراف الحرب ووقوفها بمسافة متساوية مِن الجميع، كل ذلك جعلها أكثر الدول تأهيلا لهذا الدور الكبير والمهم، والمُتمثِّل بوقف الحرب وتداعياتها، والدخول فى عملية تفاوضية تُجنِّب البلاد الدمار والقتل، وهي دون غيرها -أي السعودية- مَن تستطيع ذلك مِن خلال مكانتها العربية والإسلامية والعالمية”.
ويُشدّد محمد أبا زيد، على أنّ “شعب السودان على ثقة ويثمِّن عاليا هذه الجهود العظيمة التي تبذلها السعودية في شتّى المجالات لدعم السودان ومساعدته للخروج مِن أزماته، ويعوّل بشكل كبير على جهود منبر جدة التفاوضي في وقف الحرب ولجم آثارها وتداعياتها التي ألحقت دمارا كبيرا بالبلاد على كُلّ الأصعدة؛ الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والأمنية”.