الوئام – خاص
تسعى العديد مِن الأطراف الإقليمية والدولية إلى تجنّب الاجتياح العسكري الإسرائيلي لمدينة رفح الفلسطينية، التي يقطنها أكثر من 1.5 مليون شخص، تجنّبا للعديد من التأثيرات السلبية المرتقبة لهذا الاجتياح واتصاله بمستوى الاستقرار في المنطقة.
يقول سركيس أبوزيد، المحلل السياسي اللبناني والباحث بالشؤون الدولية: “اجتياح الجيش الإسرائيلي لمدينة رفح الفلسطينية، سيكون له تأثير كبير على فرص الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط، لكن ذلك يرتبط بطبيعة ونوعية هذا الاجتياح ومدّته، والآثار المترتّبة عليه، وحال كان الاجتياح -الذي تخشاه وتحاول تجنّبه أطراف إقليمية ودولية- محدودا سيكون رد الفعل محدودا أيضا”.
ويُضيف سركيس أبوزيد، في حديث خاص لـ”الوئام”: “لا يمكن التكهن بنوعية وحجم ردة الفعل؛ لأنها مرهونة بحجم الخسائر والضحايا في الأرواح والمدنيين، لا سيما أنّ لهذا الاجتياح تأثيرا مباشرا ومؤثّرا على مصر”.
ويُوضّح المحلل السياسي اللبناني أنّ “الاجتياح يرتبط بالتأثير المباشر على العلاقات الأمريكية مع الأطراف الإقليمية الأخرى، ومنها مصر ولبنان والأردن، خاصة أن الاجتياح يرتبط بأمن مصر والتوتر على الجبهة اللبنانية الإسرائيلية، فضلا عن أن الاجتياح سيعزز من فرص الموقف الدولي الرافض للعمليات العسكرية الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية، وسيدعم الاجتياح مواقف أوروبية ساعية لأجل السلام ودعم حقوق الشعب الفلسطيني، كما سيؤدي هذا الاجتياح الذي تسعى الأطراف الإقليمية؛ من بينها السعودية ومصر، لتجنّبه بكل السبل، إلى توسيع دائرة الاشتباكات”.
ونظراً لتحذيرات واشنطن بشأن العواقب الإنسانية إثر الهجوم على رفح، فقد يلجأ نتنياهو إلى مناورة سياسية عن طريق سلسلة من الغارات المحدودة لكي ترضي المتشددين في إسرائيل.