د. عبدالله الكعيد
إعلامي وكاتب، قدّم برنامج العيون الساهرة في التلفزيون السعودي، صدر له سبعة مؤلفات، يحمل سبع أوسمة وأنواط أحدها نوط الابتكار.
يُعتبر القرن الحالي عصر التسارع في تحديث إعدادات حياتنا الماضية. قفزات التقانة غير المسبوقة أبرز ما يحدث اليوم في المشهد العالمي. مجتمعات كانت الى عهد قريب تقبع في هامش تصوّر القوى المُتجبّرة. لكنها استطاعت قلب طاولة كل التوقعات إذ تتصدر اليوم السباق في ميادين الابتكار في التقنية واختراع مُنتجات فائقة الإدهاش.
أجمل ما في هذه الحكاية المشوّقة ليس فجائيّة تصدر تلك الأمم التي كانت في نظر القوى المتغطرسة دول تابعة، مهزومة، مستسلمة، إنما في الوصول والقوم (إياهم) متمترسون خلف وهم الأسبقيّة والتفوق الذي لا يُقهر! كان الأولى بهم دراسة كيفية تحقيق تلك الأمم ذلك الإعجاز بدلا من المكابرة. لو فعلوا ذلك لادركوا معنى خلخلة الخرافات والأفكار المعيقة المتكلسة في عقول الناس، ثم التفتيش عن مصادر الثروات غير التقليدية لديهم ومكامن القوة وأكيد قراءة تجارب الشعوب (المغرورة) وهدم فكرة الضعف والإصرار على تحقيق الأهداف المرسومة بكل عزم وثقة بالنفس.
السعي للتجديد وابتكار الجديد هو الشعار الذي تم غرسه في عقول النشء فأصبح مُنجز الأمس دافعا لمنجز الغد وهكذا.