الوئام- خاص
رغم الضغوط الدولية، تُواصِل إسرائيل حربها الوحشية على المدنيين في غزة، ويتعرّض القطاع لقصف إسرائيلي مكثّف في الشمال، خاصةً مخيّم جباليا والجنوب في مدينة رفح، بالتزامُن مع إحياء ذكرى مرارة نكبة 1948.
وسقطت قذائف الدبابات وسط مخيم جباليا، في أثناء ضربات جوية دمّرت عددا من المنازل، وفي رفح بالقرب من الحدود مع مصر، كثّفت إسرائيل القصف الجوي والبري على المناطق الشرقية من المدينة.
وتجاوزت حصيلة ضحايا الحرب 35 ألف فلسطيني، حيث استُشهد 35034 فلسطينيا، وأصيب 78755 آخرين منذ الهجوم الإسرائيلي في 7 أكتوبر.
ويرى عبدالمهدي مطاوع، المحلل السياسي الفلسطيني، أن “أحد أهم أهداف إسرائيل منذ بداية الحرب الاستيلاء والسيطرة على مدينة رفح والمعبر والمنطقة الحدودية، لأنها تعتقد أنّ خروجها من هذه المنطقة تسبَّب في تعاظُم قدرات حماس، والسيطرة عليها مرة أخرى تعني التحكّم في الشريان الاقتصادي لغزة”.
ويُضيف عبدالمهدي مطاوع، في حديث خاص لـ”الوئام”، أنه “مع الذكرى الـ76 للنكبة تستمر المأساة التي حدثت مع أجدادنا، ومع الأسف هذه المرة بشكل أصعب وأفظع، وذلك يكشف ما مرّ به أجدادنا مِن مصاعب وسط تضليل وتعتيم، وهو ما يؤكّد سعي إسرائيل مرة أخرى لتغيير الوضع الديمغرافي”.
ويتابع المحلل السياسي الفلسطيني: “هناك قناعة لدى الإسرائيليين، سواء حكومة أو معارضة، بضرورة استكمال عملية رفح وتدمير ‘حماس’ وتغيير الوضع في غزة، أمّا الخلافات فهي فقط حول اليوم الثاني لانتهاء الحرب وكيفية التعامل مع الإدارة الأمريكية”.
ويستطرد مطاوع أن “تصاعُد الموقف المصري مهم جدا، ودخولها كطرف في دعوى جنوب أفريقيا أمام المحكمة الجنائية الدولية، رسالة لتل أبيب، ما يؤدي لاختلال وتهديد العلاقات بين البلدين”.
ويختتم مطاوع: “بالنسبة إلى دعوة حزب العمّال البريطاني وقف بيع الأسلحة لإسرائيل، بسبب هجوم رفح، فهذا موقف يتعلّق بالانتخابات الداخلية في بريطانيا واستغلال القضايا الساخنة وتسويق سياسي، كما يفعل أيضا حزب المحافظين، كما أنّ وقف تصدير الأسلحة الأمريكية لإسرائيل أمر لن يستمرّ طويلا، وهو عقاب لنتنياهو فقط، وليس لتل أبيب ككل”.