الوئام- خاص
بدأ جيش الاحتلال الإسرائيلي محاصرة مدينة رفح الفلسطينية مِن 3 جهات، صباح الثلاثاء، عبر توغّل كبير للدبابات والآليات العسكرية الإسرائيلية على أطراف المنطقة.
وكشفت مصادر أمريكية لشبكة “سي إن إن” الأمريكية أن تلك الخطوة تُعد “تحدّيا مباشرا للرئيس الأمريكي جو بايدن”، وأكّد مسؤول أمريكي أنه في حال استمرار تحضير إسرائيل لعملية بريّة واسعة النطاق في رفح، فإنّ ذلك سيكون مخالفا للتحذيرات التي أطلقتها أمريكا للتخلّي عن الاجتياح البري للمدينة المكتظّة باللاجئين.
وأفادت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) بأن نحو 450 ألف شخص نزحوا قسرا من مدينة رفح جنوب قطاع غزة، منذ صدور أمر الإخلاء الإسرائيلي الأول في السادس من الشهر الجاري.
وقالت الوكالة في بيان لها، إن “المواطنين يواجهون إرهاقا مستمرا وجوعا وخوفا، وشوارع مدينة رفح باتت خالية، بينما تواصل العائلات فرارها بحثا عن الأمان المفقود”.
ويرى أحمد عطا، الباحث السياسي في منتدى الشرق الأوسط للدراسات، أن “محاصرة مدينة رفح وتطوير الهجوم عليها بسبب تخلّي الإدارة الأمريكية عن بنيامين نتنياهو، رئيس الوزراء الإسرائيلي، وذلك لانشغال واشنطن بالانتخابات الرئاسية التي مِن المقرر أن تُجرى في 5 نوفمبر 2024”.
ويقول أحمد عطا، في حديث خاص لـ”الوئام”، إن “ما يفعله نتنياهو انتحار عسكري ومُصمِّم على تنفيذ هذا الهجوم حتى لو كلّفه الأمر إسقاط حكومته وإنهاء الوجود السياسي والعسكري الإسرائيلي في المنطقة”.
ويذكر المحلل السياسي أنه “رغم التهوّر والتطرف الإسرائيلي، تسعى مصر إلى إيجاد حلول سياسية للأزمة وإيقاف الحرب وتنفيذ حل الدولتين بالتعاون مع السعودية وقطر والأردن، وترفض القاهرة الدخول في أي مواجهات عسكرية؛ لأنّ المنطقة لا تتحمّل حربا كبيرة، بالإضافة إلى أن مصر تؤمّن حدودها جيدا ضد أي تهديدات”.
ويتابع عطا: “الشارع الإسرائيلي يعاني انقساما بسبب وجود جبهتين؛ أحدهما أهالي الأسرى الذين يريدون عودة ذويهم ويضغطون على نتنياهو دوليا وفي الداخل، والجبهة الأخرى أغلبها ترك إسرائيل وغادر إلى أوروبا”.
ويختتم الباحث السياسي حديثه قائلا: “لولا دعم الكيانات الصهيونية في الغرب وبالذات في أوروبا ومساعدات الكونجرس لإسرائيل، لسقطت حكومة نتنياهو منذ أشهر”.