الوئام- خاص
ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية ودولية أن إسرائيل اشترطت استثناء رفح مِن أي اتفاق للهدنة مع الفصائل الفلسطينية، لتزداد الأوضاع بشأن توقيع الهدنة غموضا وتشابُكا، دون أمل قريب في توقيع اتفاق، فلماذا هذا الإصرار على تعقيد مسألة الهدنة؟
يقول هاني الجمل، الباحث في الشؤون الدولية والإقليمية، إن “بنيامين نتنياهو يُراهن بمستقبله السياسي على استمرار اجتياح رفح بشكل كامل، وتطبيق سياسة الاستيلاء عليها خطوة خطوة، لا سيما في ظلّ التوتّر مع أمريكا التي تُعارض توقيت العملية في رفح، وما يتعلّق بما ستُفرزه عملية رفح من توترات متزايدة في منطقة الشرق الأوسط”.
ويُضيف هاني الجمل، في حديث خاص لـ”الوئام”، أنّ “عملية اجتياح رفح، رغم كل الاعتراضات الدولية، يبدو أنّها ستُحقّق لنتنياهو كما يعتقد الكثير مِن الكروت الرابحة؛ أهمّها تخفيف الضغط الداخلي المُتزايد على حكومته المتّهمة بالفشل إزاء التعامُل مع ملف الحرب والمحتجزين لدى الفصائل الفلسطينية، فضلا عن الضغوط الاقتصادية التي تزايدت على الاقتصاد الإسرائيلي في الأشهر الأخيرة”.
ويُتابع الباحث في الشؤون الدولية أنّ “نتنياهو يطمح مِن وراء عملية الاجتياح البري لممارسة الضغط الكامل على الوسطاء، أمريكا ومصر، وأطراف إقليمية للضغط على حماس، للوصول لإفراج كامل عن الرهائن المحتجزين لدى الحركة والفصائل، وبالتالي ظهور نتنياهو بموقف البطل والمُنقذ أمام شعبه”.
ويوضّح هاني الجمل أنّ “الحكومة الإسرائيلية تلعب على عامل الوقت لإنقاذ ما تبقَّى لها مِن حظوظ سياسية أمام الرأي العام الداخلي، وفي ظل توتّر نسبي في العلاقات مع أمريكا أيضا، وبالتالي هناك مساعٍ إسرائيلية لإحراز النّصر الكامل في غزة وتنحية حماس، والسيطرة على دخول المساعدات مِن الجانب الفلسطيني، وهذا لن يتحقّق لحكومة نتنياهو، فلا يوجد مَن يكسب كل شيء، بينما ستستمر المُعاناة الفلسطينية”.