في واحدة من أكبر عمليات المطاردة في تاريخها، استنفرت الشرطة الفرنسية لمطاردة عصابة مسلحة هاجمت قافلة سجن لتحرير زعيمها، ما أسفر عن مقتل ضابطين وإصابة ثلاثة آخرين بجروح خطيرة.
هذا الهجوم الصادم هو أحدث فصل في حياة محمد عمرا، المعروف باسم “الذبابة”، والمصنف أحد أخطر المجرمين في فرنسا.
من هو محمد عمرا؟
ولد محمد عمرا في روان، شمالي غرب فرنسا، وبدأ مسيرته الإجرامية في سن الخامسة عشرة، لديه سجل جنائي طويل يشمل 13 إدانة بالسرقة وجرائم أخرى، من بينها التآمر الجنائي والابتزاز والسرقة والعنف المسلح. بينما كانت أخر إدانة له بتهمة السرقة قد صدرت الأسبوع الماضي.
“عمرا” معروف أيضًا بعلاقاته الوثيقة بالجريمة المنظمة، ويطلق عليه اسم “الذبابة”، ويشتبه في تورطه في عمليات قتل مرتبطة بتجارة المخدرات، ويعتقد أنه يدير شبكة تهريب مخدرات، وفق ما تنقله الصحافة المحلية الفرنسية.
كيف نُفذ هجوم الأربعاء؟
كانت قافلة السجن تنقل محمد عمرا، البالغ من العمر 30 عامًا، إلى السجن في بلدة إفرو في نورماندي (شمالي غرب فرنسا) بعد جلسة استماع في روان، عندما صدمت سيارة الشاحنة التي كانت تنقله من مقدمتها، قبل أن يفتح المهاجمون النار على حرس الشاحنة.
أصيب في الهجوم ثلاثة من ضباط السجن، توفي اثنان منهم في موقع الحادث، أحدهما نقيب يبلغ من العمر 52 عامًا والآخر ضابط يبلغ من العمر 34 عامًا، قبل أن يتمكن المهاجمون من الفرار رفقة “عمرا”، الذي يعرف بخبرته في التخطيط والفرار.
تفاصيل مروعة في هروب “عمرا”
وذكرت شبكة “سي بي إس نيوز” أن الهجوم يبدو أنه تم التخطيط له بعناية فائقة؛ فبينما هاجمت سيارة شاحنة السجن من المقدمة كانت سيارة أخرى تحاصرها من الخلف، قبل أن ينطلق المهاجمون من السيارتين ويفتحوا النار على حرس الشاحنة، بحسب المدعية العامة في باريس، لور بيكو.
وبعد الهجوم، عثر المحققون على السيارتين محترقتين على طريق سريع.
فرنسا لن تنام قبل إعادة “عمرا”
في تعليق على الحادث، تعهد رئيس الوزراء الفرنسي غابرييل أتال أمام البرلمان بالقبض على عصابة عمرا. وقال: “سيدفعون ثمن ما فعلوه”، حيث تفاعل النواب معه بالتصفيق.
وكذلك، أكد وزير الداخلية جيرالد دارمانين أن الجهود المبذولة للقبض على المهاجمين غير مسبوقة، حيث تم نشر 450 ضابطًا في منطقة نورماندي للبحث عن أفراد العصابة وأدلة قد تقود لمكان فرارهم.
وقد أصدر الإنتربول نشرة حمراء لاعتقال عمرا، مما يعني أن أجهزة إنفاذ القانون في جميع أنحاء العالم تبحث عنه.
ردود الفعل الشعبية والرسمية
وأثار هذا الهجوم العنيف صدمة واسعة في فرنسا. ووقف عمال السجون دقيقة صمت خارج السجون في باريس وأماكن أخرى لإحياء ذكرى الضابطين القتيلين. وأعرب وزير الداخلية عن أمله في القبض على عمرا “في الأيام المقبلة”، مشيرًا إلى أن الوسائل المستخدمة في البحث كبيرة والتقدم محرز.